للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنهر الفولجا Volga", ويدخل في الفينية اللغات الفنلندية١ والأستونية والبلغارية القديمة٢ وغيرها, ويدخل في الأجرية اللغات اللابونية Lapons -لا تزال لهذه اللغات بقايا في السويد والنرويج وغيرهما, واللغات الهنغارية.. وغيرها, وتنشعب السامويدية إلى الأستياكية Ostiak واليوراكية Yourak والتافجوية Tavgui وغيرها.

هذا، وقد كان القدامى من علماء اللغة يجمعون معظم أفراد الفصيلة العاشرة والحادية عشرة تحت فصيلة واحدة كانوا يسمونها: الأورالية - الألتائية Ouralo- Altaique أو الطورانية, ولكن ظهر للمحدثين فساد هذا المذهب, وتبين لهم أن كلتا المجموعتين مستقلة عن الأخرى.


١ كانت فنلدنا منذ القرن الثالث عشر حتى عام ١٨٠٩ جزءًا من السويد، ومن ثَمَّ كانت لغتها الرسمية هي السويدية, ثم انتزعتها روسيا القيصرية بعد ذلك من السويد, فأصبحت لغتها الرسمية هي الروسية, وكما حاول السويديون من قبل محو اللغة الفنلندية كذلك بذل القياصرة الروس أقصى جهودهم لتحويل فنلندا إلى مقاطعة روسية, فصدرت قوانين كثيرة تحرم تدريس اللغة الفنلندية في مدارس فنلندا, وتقضي بإصدار جميع الكتب والصحف بالروسية.
وكما بذل الفنلنديون جهودهم للمحافظة على لغتهم منذ القرن الثالث عشر وحمايتها من طغيان السويد، أخذوا بعد ذلك يواصلون جهودهم لصد غزو اللغة الروسية, وفي عام ١٨٦٣ تكلل كفاحهم عندما أصدر القيصر الروسي ألكسندر الثاني اعترافًا باللغة الفنلندية كلغة رسمية لأهالي فنلندا.
وعندما استقلت عن روسيا في عام ١٩١٧, كانت دعوة القومية الفنلندية قد بلغت ذروتها؛ فمضت البلاد بعد استقلالها تحارب كل أثر للغتين السويدية والروسية, وسرعان ما اختفت الروسية لعدم تأصلها في البلاد، ولأن استخدامها كلغة رسمية في فنلندا لم يكد يتجاوز نصف قرن, ولكن السويدية التي كان لها جذور ممتدة إلى أعماق الماضي، والتي ظل استخدامها في فنلندا كلغة رسمية زهاء ستة قرون، بقيت لها آثار كثيرة في اللغة الفلندية وفي ألسنة الفنلنديين وفي مكاتباتهم حتى الآن, بل لقد أصبحت اللغة السويدية لغة التخاطب لنحو ٣٠٠ ألف شخص من سكان فنلندا البالغ عددهم ٤ ملايين ونصف مليون.
ولكن الفنلنديين أدركوا أخيرًا مزايا تعلم السويدية إلى جانب لغتهم الأصلية، حتى لا يصبحوا في عزلة عن السويد وسائر الدول الأسكندينافية، وأخذت سلطات هلسنكي الآن تشجع نظام تعليم اللغتين في مدارسها.
٢ قد انقرضت هذه اللغة وحل محلها لسان صقلبي؛ كما سنذكر ذلك في الفقرة الثانية من الفصل الثالث، انظر على الأخص ص٢٣١.

<<  <   >  >>