وقد يصحب هذا أحيانًا أصوات جديدة تسبق أصوات الأصل الثلاثة أو تتخللها أو تلحقها للدلالة على معانٍ خاصة في الكلمة, فبزيادة ميم محركة بالفتح قبل أصوات الأصل, ونون ساكنة في نهاية الكلمة, مع إبقاء القاف ساكنة وفتح التاء واللام في "أصاب مقتلًا "مقتلن" تدل الكلمة على عضو نكرة تؤدي إصابته إلى القتل, وقد وقع عليه القتل المعبر عنه في الجملة, وبزيادة ياء مفتوحة قبل أصوات الأصل, وتاء مفتوحة بعد القاف, ونون مفتوحة في آخر الكلمة، مع إبقاء القاف ساكنة وكسر التاء ومد اللام بالواو في "القوم يقتتلون" تدل الكلمة على فعل يحدث في الحال أو في الاستقبال في صورة متبادلة بين طائفتين من الذكور الآدميين.
ومما تقدَّم يتضح أن للأصوات الساكنة -ونعني بها ما عدا أصوات المد- في اللغات السامية أهمية تزيد كثيرًا على أهمية أصوات المد؛ فالمعنى الأساسي للكلمة يشار إليه غالبًا بالأصوات الساكنة, أما أصوات المد فلا تعدو وظيفتها في الغالب تحديد هذا المعنى العام, وتوجيهه وجهات خاصة, هذا إلى أن الأصوات الساكنة تنال في اللغات السامية أكبر قسط من عناية المتكلم، وهي لذلك أوضح في الجرس من أصوات المد وأظهر منها في السمع, وقد سرت أهمية الأصوات الساكنة في الدلالة والنطق إلى الرسم نفسه, فأهم مايعنى الرسم السامي بإظهاره هي الأصوات الساكنة, أما أصوات المد فيغفل بعضها إغفالًا تامًّا، ويشير إلى بعضها بالشكل، ويرسم بعضها رسمًا مضطربًا غير دقيق, وهذا في الرسم الحديث. أما الأشكال القديمة للرسم السامي فكانت تغفل جميع أصوات المد.
أما اللغات الهندية - الأوربية فتختلف عن اللغات السامية - الحامية, فيما يتعلق بأصول الكلمات من أربعة وجوه, أحدها أن أصول الكلمات الهندية - الأوروبية ليست متحدة في عدد أصواتها كما هو شأن الأصول السامية، بل تختلف في ذلك اختلافًا كبيرًا، فمنها الثنائي