للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسًا: تعليم لغة الكتابة

تقوم معاهد التعليم في مختلف الأمم بأهم ناحية من هذه الوظيفة، وإليها يرجع أكبر قسط من الفضل في حياة اللغة، وتخليدها وسلامتها, وما يتاح لها من نهوض؛ فهي التي تعلم الصغار الكتابة والقراءة، وتقوِّمُ ألسنتهم، وتصلح فاسد نطقهم، وتأخذهم بآداب اللغة وأساليبها، وتوقفهم على قواعدها، وتلقنهم آثارها، وتبعث في نفوسهم حبها وإجلالها، وتدرس لهم بها مختلف المواد فتزيدها تثبيتًا في أذهانهم، وتقدرهم على استخدامها في مختلف مناحي التعبير.

وتعتمد معاهد التعليم في أدائها لهذه الوظائف الجليلة على العوامل الأربعة السابق ذكرها، وعلى طرق إعداد المعلمين ومؤلفات التربية وأساليب التعليم ... وما يتصل بذلك، وعلى ما تلقاه من إشراف وتعضيد ومعونة من جانب أولي الأمر والأسرات والهيئات والأفراد.

ولا يفوتنا قبل أن نختم هذه الفقرة أن نشير إلى أن كل تطور أو رقي في لغة الكتابة يؤثر بطريق غير مباشر في لغة الحديث؛ فطبقات الخاصة تعمل جاهدة على تقريب لغة حديثها من اللغة الفصحى، وانتشار التعليم الأولي يساعد على تهذيب لغة الكلام في طبقات العامة, ويدنو بها من لغة الكتابة؛ فالعوامل السابق ذكرها في هذه الفقرة -وإن اتجه أثرها أولًا وبالذات إلى لغات الكتابة- تؤثر بطريق غير مباشر في لغات التخاطب.

<<  <   >  >>