للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

Robot١، والدكتور فيشر الألماني٢ Fischer, وروث ٣.Roth

وقد صور الدكتور فيشر هذا النوع من اللغات وقربه إلى الأذهان إذ يقول:

إذا التقيت بأحد الهنود الحمر وأردت أن أخاطبه بلغة الإشارات لأسأله: هل رأى ست عربات تجرها ثيران ويصحبها ستة سائقين؛ منهم ثلاثة مكسيكيون, وثلاثة أمريكيون, ويسير معهم واحد ممتط صهوة جواده؟ فإنني أشير إلى شخصه بيدي للدلالة على كلمة "أنت"، ثم أشير إلى عينيه للدلالة على فعل "الرؤية", ثم أبسط أصابع يدي اليمنى وسبابة يدي اليسرى للدلالة على عدد "ستة"، ثم أكوّن صورة دائرة بإلصاق نهايتي السبابتين والإبهامين؛ إحداهما بالأخرى, وأمد يدي إلى الأمام وأحركهما كما تتحرك عجلات العربة وهي تسير للدلالة على "العربة"، ثم أضع الكفين ممدودتين بجانبي الجبهة ممثلًا قرن حيوان, للدلالة على "الثور"، ثم أمد ثلاثة أصابع من يدي اليسرى, وأضع يدي اليمنى تحت شفتي السفلى, وأنحدر بها إلى صري ممثلًا اللحية, وأمسح جبهتي بيدي من اليمين إلى الشمال ممثلًا وجهًا شاحبًا؛ للدلالة على "ثلاثة أمريكيين"، ثم أرفع إصبعًا واحدًا, وأضع بعد ذلك سبابة اليسرى بين سبابة اليمنى ووسطها, ممثلًا الراكب للدلالة على "رجل واحد راكب حصانًا", وأضاف إلى ذلك أن الوقت الذي يقضيه أحد المتكلمين بهذه اللغة في أداء هذه الحركات لا يزيد كثيرًا عن الوقت الذي يستغرقه تعبيرنا نحن باللغة الكلامية عن هذا المعنى.

وقرر تيلور، بصدد هذه اللغة؛ لأن لها قواعد إشارية لربط


١ انظر كتابه بالفرنسية: "تطور المعان الكلية" صفحات٥٨-٦٤.
٢ عُنِيَ الدكتور فيشر في بحوث كثيرة بدراسة هذا النوع من اللغات عند عشائر أفريقيا الوسطى، وعند السكان الأصليين لأمريكا.
٣ انظر كتابها بالإنجليزية، "دراست أثنولوجية للسكان الأصليين بالقسم الشمالي الغربي بكوينسلندا".

<<  <   >  >>