للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضغاؤه إذا جاع، ووقوقته إذا خاف، وهريره إذا أنكر شيئًا أو كرهه، وضباح الثعلب، ومواء الهرة، وضحك القردة، وصرصرة البازي، وقعقعة الصقر، وهدير الحمام، وسجع القمري، وزقزقة العصفور، ونعيق الغراب، وفحيح الحيات وكشيشها وحفيفها عند تحرش بعضها ببعض إذا انسابت، ونقيق الضفدع ... وهلم جرا١.

وتشترك كذلك بعض فصائل الحيوان مع الإنسان في التعبير الإرادي البصري، وهو التعبير بالإشارة, ويبدو هذا على الأخص لدى الحيوانات التي تعيش جماعات كالنحل والنمل والقردة والبقر والغنم والوعول وما إليها , فقد ثبت أن كثيرًا من هذه الفصائل وغيرها تستخدم أحيانًا بعض إشارات جسمية للتعبير بها بشكل مقصود عن بعضه شئونها؛ ففحل الأوعال "الأيل" يستخدم في أثناء قيادة قطيعة بعض إشارات برأسه وقرونه للوقوف, فيقف جميع أفراد القطيع، وبعض إشارات للسير فيسير جميع القطيع، ويستحث المتخلفات بأن ينطح كلًّا منها نطحًا خفيفًا. ويستخدم الأذكياء من الكلاب مع أفراد فصيلتها ومع الآدميين بعض إشارات بالرأس وغيرها للتعبير بطريق إرادي عن أمور خاص، كأن تمر بأظافرها على الباب ليفطن أصحابها إلى وجودها فيفتحوا لها، أو تدفع إناء طعامها برأسها للتعبير عن حاجتها إلى الغذء ... وهلم جرا. وتستخدم كذلك فصائل القردة، وبخاصةٍ الفصائل العليا منها -الغوريلا، الشمبنزية، الجيبون، الأورانج, أوتانج- وفصائل النحل والنمل بعض إشارات من هذا القبيل؛ فقد كشف العلامة كوهلر Kohler عن ظواهر كثيرة من هذا النوع عند فصائل القردة العليا، منها ما يعمله الشمبنزية حينما يريد أن يرافقه آخر في طريقه، أو يرغب أن يعطيه أحد زملائه شيئًا مما في يده، أو يطلب نداءه عن بعد؛ فإنه في الحالة الأولى يحتك به بخفة ويجذبه من ذراعه محدقًا فيه ومتقدمًا بعض خطوات في الطريق


١ انظر في هذه الأصوات وغيرها "فقه اللغة" للثعالبي ٢٠٩-٢١٢ طبعة بيروت.

<<  <   >  >>