للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي يود أن يسلكها معًا، وفي الحالة الثانية يمد يده إلى زميله مد الاستجداء، وفي الحالة الثالثة يمد يده ويقبض كفه ويبسطها كما نفعل نحن في مثل هذه المناسبة١. وقرر الأساتذة كيربي وسبنسر وبورميستر وهوبير وفرانكليز Kirby, Spencer, Burmeister, Huber, Franklin, أن كثيرًا من طوائف النحل والنمل يستخدم أفرادها، بعضها مع بعض، إشارات مقصودة للتعبير بها عن بعض شئونها، وأن هذه الإشارات تتمثل في احتكاك بعض أعضاء المتكلم أو أطرافه أو ذؤاباته بجزء من جسم المخاطب بطريقة خاصة. وقام العلامة لوبوك Lubock بهذا الصدد بطائفة كبيرة من التجارب, فتبين له صدق ما ذهب إليه هؤلاء الباحثون٢.

وقد نشر الأستاذ "ألن ديفو" في مجلة "نيتشر مجازين" مقالًا تحت عنوان: "لغة الحيوان في الغاب" يتضمن حالات كثيرة من هذا النوع, وفيما يلي بعض مقتطفات من هذا المقال الطريف٣:

"إذا وجدت النحلة العاملة زهرة حافلة بالرحيق، عادت طائرة إلى الخلية، ثم تشرع ترقص محومة في الفضاء رقصًا غريبًا خاصًّا يدل دلالة واضحة على معنى رسالتها المستعجلة, فيفهم سائر النحل فحوى هذا العمل، فإذا به ينضم إليها واحدة في أثر واحدة، ثم لا يلبث الجمع أن يندفع كله قاصدًا ينبوع هذا الرحيق, وإذا أراد الحجل أن ينذر قومه بالخطر طار مسرعًا مسافة قصيرة متنقلًا من شجرة إلى شجرة، وهو يصفق بجناحية تصفيقًا شديدًا, وأنثى الدببة إذا أرادت أن يسرع إليها ولدها نازلًا من أعلى شجرة تسلقها ضربت بكفها جذع


١ انظر كوهلر: "ذكاء الفصائل العليا من القردة" صفحة ٢٩٤ وتوابعها:
Kohler: lntelligence des Singes Superieurs
٢ انظر ريبو: "تطور المعاني الكلية" صفحتي ٦٦، ٦٧, وانظر كذلك لوبوك: النمل والنحل والزنابير" Lubbock "Ants Bees and Wasps.
وانظر كذلك رومان "الذكاء الحيواني"Romanes: 'Animal lnteligence".
٣ نقلًا عن مجلة "المختار" الصادرة في شهر أكتوبر سنة ١٩٤٧، وقد لخصت هذه المجلة المشار إليه.

<<  <   >  >>