للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درستويه، فإنه رواه "ما يهم آرم" على فاعل، وقال: هو الذي ينصب الإرم، وهو العلم …

قال أبو سهل: وهذا الذي قاله ابن درستويه وإن كان قياسا صحيحا فإن المسموع من العرب خلافه، لأن أهل اللغة رووا عنهم: "ما بها أرم، على وزن فعل، كما رواه أصحاب ثعلب - رحمه الله - عنه، ومنه قول الشاعر:

دار لأسماء بالغمرين مائة … كالوحي ليس بها من أهلها أرم (١).

ومن مظاهر شخصيته المتميزة تجويز بعض ما منعه العلماء، ومن ذلك قوله: "قال قوم من أهل اللغة والنحو: تلك وتيلك اسمان يشار بهما إلى ما بعد من المؤنث. وقال الجبان: التاء من تلك اسم البعيدة المشار إليها .... وذيك المرأة خطأ، والذال لا مدخل لها في المشار إليها إذا بعدت.

قال أبو سهل: والذي عندي أن تلك باللام، وتيك بالياء، وذيك بالذال والياء، كلها بمعنى واحد، وهي لغات للعرب، وليس ذيك بالذال خطأ، كما زعم ثعلب والجبان وغيرهما، بل هي لغة صحيحة جارية على قياس كلام العرب … والدليل على أن ذيك بالذال، لغة صحيحة وليست بخطأ أنهم إذا حذفوا كاف الخطاب من آخرها بقيت ذي بذال مكسورة، وبعدها ياء، فتكون إشارة إلى مؤنث … وأما قول من قال:


(١) ص ٦٧٦. وينظر: ص ٨٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>