للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما يقال للأنثى بغير هاء]

(تقول: امرأة طالق وحائض وطاهر وطامث، بغير هاء) (١) فيها، وإنما أسقطوها منها، لأنها نعوت تخص المؤنث، ولا حظ للمذكر فيها، فلم يحتاجوا إلى الهاء، لأن الهاء إنما تدخل فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث، مثل قائم وقائمة، ليفرق بينهما بها، فلما لم يكن في هذه النعوت للمذكر حظ لم يحتاجوا إلى الفرق. وهذا هو قول النحويين الكوفيين (٢)، قالوا: ومن شاء أدخل الهاء فيها، لأنه تأنيث صحيح (٣). وقال البصريون: إنما أسقطوا الهاء من هذه النعوت، وجاءوا بها على لفظ المذكر، لأنهم أجروها مجرى النسب، كأنهم قالوا: امرأة [١١٩/ب] ذات طلاق، وذات حيض، وذات طهر، وذات طمث، ولم يجعلوها جارية على الفعل بمعنى طلقت فهي طالقة، وحاضت فهي حائضة، وطهرت فهي طاهرة، وطمثت فهي طامثة (٤)، فإن جعلوها جارية على أفعالها أثبتوا فيها الهاء علامة للتأنيث، فقالوا: طلقت فهي طالقة، وحاضت فهي حائضة، وطهرت فهي طاهرة، وطمثت فهي طامثة (٥)، فأثبتوا الهاء في هذه النعوت علامة للتأنيث، كما أنثوا أفعالها


(١) ما تلحن فيه العامة ١٢٥، وأدب الكاتب ٢٩٥، والجمهرة ٣/ ١٢٦٨.
(٢) المذكر والمؤنث للفراء ٥٢ ن ٥٧ ن ١٠٤، ولابن الأنباري ١/ ١٧٣.
(٣) المذكر والمؤنث للفراء ٥٢ ن ٥٧ ن ١٠٤، ولابن الأنباري ١/ ١٧٣.
(٤) قوله: "وطمثت فهي طامثة" ساقط في الموضعين من ش.
(٥) قوله: "وطمثت فهي طامثة" ساقط في الموضعين من ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>