للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما جاء وصفا من المصادر]

(وتقول: هو خصم، وهي خصيم)، وهما خصم، (وهم خصم)، وهن خصم، (للواحد والاثنين والجميع والمؤنث، على حال واحدة) (١). ومنه قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} (٢) فجاء بالخصم، وهو على لفظ الواحد، ومعناه الجمع، فلذلك قال: {تَسَوَّرُوا}، فأتى بواو الجمع، والأصل في الخصم أنه مصدر خصمت، يقال: خاصمت فلانا فخصمته أخصمه خصما: إذا غلبته في المخاصة، وهي المنازعة في الشيء، أو المطالبة بحق وغيره، فلما جعل الخصم صفة لم يثن، ولم يجمع، ولم يؤنث، كما أن المصدر لا يثنى، ولا يجمع، ولا يؤنث، لأنه يدل بلفظه على القليل والكثير، كأسماء الأجناس، كالماء والزيت والعسل، وما أشبهها من أسماء الأجناس، لأن كل لفظ من ذلك يقع على الجنس بأسره قليله وكثيره، فاستغني عن تثنيته وجمعه. فإن اختلفت أنواعها جاز تثنيتها وجمعها، كقولك: شربت ماءين، تريد: ماء حلوا، وماء ملحا، واشتريت زيتين، تريد: جيدا ورديئا، وكذلك المصدر، نحو قولك:


(١) إصلاح المنطق ١٦٣، ومجالس ثعلب ١/ ٢٢٦، والعين ٤/ ١٩١، والجمهرة ١/ ٦٠٥، ٣/ ١٢٥٢، والتهذيب ٧/ ١٥٤، والمحيط ٤/ ٢٥٥، والصحاح ٥/ ١٩١٢، والمقاييس ٢/ ١٨٧، والمحكم ٥/ ٤٢ (خصم).
(٢) سورة ص ٢١. وينظر: ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤/ ٣٢٥، والمحتسب ٢/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>