للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضربت زيدا ضربين، أي نوعين من الضرب شديدا وهينا. ومنه [٦٨/ب] قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} (١) أردا ظنونا مختلفة. وقد ثنوا الخصم أيضا وجمعوه، فقالوا: خصمان وخصوم، وإنما فعلوا ذلك، لأنه قد كثر استعماله في الوصف، حتى زال عن شبه المصدر، ودخل في باب الأسماء والصفات، كذلك نظائره في المصادر التي وصف بها. وقد جاء في التنزيل مثنى، وهو قوله تعالى - حكاية عن الملائكة -: {قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} (٢) وقال ذو الرمة في الجمع (٣):

يوالي إذا اصطك الخصوم أمامه … وجوه القضايا من وجوه المظالم

يوالي: يميز. وقال أيضا (٤):

أبر على الخصوم فليس خصم … ولا خصمان يغلبه جدالا

فوحد وثنى وجمع في بيت واحد. وأبر: أي علا.

والخصم: هو المنازع المطالب الذي ينازع في الأمر، وهو خصم لك، وأنت خصم له.


(١) سورة الأحزاب ١٠. وينظر: شرح الكافية للرضي ١/ ٢٩٩ ن وشرح الكافية الشافية ٢/ ٦٥٦، وأوضح المسالك ٢/ ٢١٥، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/ ١٨٣، وتفسير القرطبي ١٤/ ٩٥، والكليات ٨١٦، ٨١٧.
(٢) سورة ص ٢٢. وكتبها المصنف: "فقالوا: … " سهوا.
(٣) ديوانه ٢/ ٧٧٠، ٣/ ١٥٤٥.
(٤) ديوانه ٢/ ٧٧٠، ٣/ ١٥٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>