سبق أن قلت: إن هذا الكتاب من أشهر مؤلفات أبي سهل، وإنه من آخر مصنفاته التي تمثل قمة إنتاجه وغزارة علمه.
وقد تفاوتت شروح كتاب الفصيح فيما بينها من حيث الأهمية والصحة والاستشهاد، فكان شرح أبي سهل من أهم تلك الشروح وأصوبها، ولعل ذلك يعود إلى غزارة مادته العلمية، وطرافة أسلوبه، وحسن سبكه، إلى جانب كونه شرحا وافيا ليس فيه الإيجاز المخل، ولا الإطناب الممل.
ولذلك كان هذا الكتاب موضع اهتمام كثير من العلماء، ومصدرا مهما من مصادرهم، وذا أثر لا ينكر في الدراسات اللغوية والنحوية، كما سيتضح ذلك في حديثنا عن أثره.
وقد اكتسب هذه القيمة أو الأهمية من أمور متعددة، أذكر منها:
١ - كونه من شروح الفصيح، ذلك الكتاب الذي ذاع صيته بين الناس، ورزق شهرة وأهمية لم ينلها كثير من كتب العربية على كثرتها وتنوع موضوعاتها.
٢ - للكتاب قيمة مستمدة من مؤلفه، فأبو سهل كان من أئمة علماء