بين أبو سهل - رحمه الله - السبب الذي حمله على تأليف هذا الكتاب بقوله في مقدمته:"فإني لما هذبت لك كتاب الفصيح المنسوب إلى أبي العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني، المعروف بثعلب - رحمه الله - لما أنكرت عليه إثباته فصولا عدة في غير أبوابها المترجمة بها، ثم استكثرت أيضا ما أهمله من تفسير فصوله، سألتني أن أبينها لك وأوضحها، وأن أزيد أيضا في إبانة ما فسره منها، وأورد مصادر الأفعال التي أهمل ذكرها، لإشكالها واختلافها، وأسماء الفاعلين والمفعولين، لأنه قد ذكر بعضها، فعملت لك هذا الكتاب ووسمته بإسفار كتاب الفصيح"(١).
ثم أعاد ذكر هذا السبب في مقدمة التلويح، فقال: "فإنه لما كان جمهور الناس الذين يؤدبون أولادهم، ومن يعنون بأمرهم يحفظونهم كتاب الفصيح المنسوب إلى أبي العباس أحمد بن يحيى الشيباني، المعروف بثعلب - رحمه الله تعالى - قبل غيره ممن كتب اللغة، لما فيه من الألفاظ السهلة المستعملة، ولأن العامة تخطئ في كثير منها، وكان قد عرى أكثر فصوله من التفسير، وأثبت منها أيضا فصولا عدة في أبواب تخالف ترجمها. وكنت قد هذبته لبعض أولاد الكتاب، وميزت فصوله، ورتبت