أما تلاميذه فهم كثيرون أيضا، وأشهرهم أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد (ت - ٣٤٥ هـ) الذي اشتهر بغلام ثعلب، وإبراهيم بن محمد بن عرفة المشهور بنفطويه (ت - ٣٢٣ هـ)، وأبو بكر محمد بن القاسم بن محمد الأنباري (ت-٣٢٨ هـ).
وترك ثعلب عددا كبيرة من الآثار، وصل إلى علمنا منها ما يزيد عن أربعين مؤلفا في علوم العربية والقرآن الكريم، وقد عدا الزمن على معظم هذه المؤلفات فلم يبق منها إلا أسماؤها، أما الكتب التي نجت من الضياع فأهمها الفصيح، والمجالس، وقواعد الشعر، وشروح بعض القصائد والدواوين الشعرية، وقد أشار إلى جميع مؤلفاته الأستاذ عبد السلام هارون في مقدمة تحقيق مجالس ثعلب، والدكتور عاطف مدكور في مقدمة تحقيق كتاب الفصيح، والدكتور محمد محسب رشوان في دراسته لثعلب، وبينوا جميعا المطبوع منها والمخطوط والمفقود، مما أغناني عن إعادة ذكرها هنا.
[ب - كتاب الفصيح]
يعد هذا الكتاب من أهم مؤلفات ثعلب، بل من أهم ما ألف في علوم العربية بعامة وكتب لحن العامة بخاصة، وقد شهد له العلماء بهذه الأهمية وبالغوا في وصفه وإطرائه والثناء عليه، فقد كان كتاب الدواوين يرون - كما يقول ابن درستويه -: "أن من حفظ ألفاظ الفصيح فقد بلغ الغاية من البراعة، وجاوز النهاية في التأدب، وأن من لم يحفظه فهو