للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الخامس: تلاميذه]

كان جديرا بأبي سهل الهروي، وهو ممن توجه إلى تحصيل العلم، وانقطع على طلبه على مشاهير علماء عصر الازدهار الثقافي والعلمي للأمة، كان جديرا به أن يكون له تلاميذ إليه يرحلون، وعنه يتلقون، وعليه يتأدبون، وبه يتخرجون، وكل يأخذ حظه سماعا وتلقينا ومدارسة على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم.

وقد ذكر أبو سهل نفسه في مقدمة كتابه "التلويح " (١) أنه ألف كتاب تهذيب الفصيح لبعض أولاد الكتاب في عصره، ثم ألف له أيضا "إسفار الفصيح "ثم اختصره وعلل سبب ذلك بقوله: "ثم إني رأيت جماعة من المبتدئين تضعف قواهم عن الإحاطة بما أودعته فيه من التفسير والشواهد من القرآن والشعر، ويستطيلون حفظه، فاختصرت لهم منه أشياء تكفيهم معرفتها، وتنشطهم في حفظها نزارتها، وأثبتها في هذا الكتاب، وسميته كتاب التلويح في شرح الفصيح ".

ومن هذا النص ندرك أن أبا سهل - رحمه الله - كان معنيا بخدمة طلاب العلم على اختلاف سني أعمارهم، فنراه يهذب لهم الكتب، ويؤلف المطولات، ويختصر المطول بأسلوب سهل، واضح العبارة، مشرق الدلالة، ليتسنى للمبتدئين إدراك فوائدها على غير مؤونة ولا كد ذهن.


(١) ص ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>