للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الألفاظ المشتقة إلى معنى عام واحد، وأشهر من زاول هذا النوع من الاشتقاق أحمد بن فارس في معجمه "مقاييس اللغة".

وقد أولى الشارح هذا النوع من الاشتقاق عناية كبيرة لا تقل عن عنايته بالنوع الأول، فأشار إلى تطور دلالة كثير من الكلمات ذاكرا الأصول التي اشتقت منها والمعنى العام الذي يجمعها بالأصل المشتق منه، فمن ذلك قوله: "والكتاب مشتق من الكتب، وهو الجمع والضم" (١)، وقوله: "اشتقاق الناس من الأنسة، وهي الاستئناس، لأن بعضهم يأنس ببعض ولا يأنس بغيرهم من الحيوان" (٢). وقوله: "الجنة: البستان .... وأصلها من الستر، لأن الموضع لا يسمى جنة حتى تستتر أرضه بالشجر أو النخل أو ا لكرم، وغير ذلك من الأشجار … " (٣). وقوله: "والبهيمة … مأخوذة من الإبهام، وهو اشتباه الشيء، فلا يدرى وجهه" (٤). وقوله: "وجمع المنقار مناقير، وهو مأخوذ من النقر، وهو النقد والحفر، وجمع المنسر مناسر، وهو مأخوذ من النسر، وهو نتف اللحم وقلعه" (٥). وأعاد جميع الألفاظ الواردة في أحد أبواب الفصيح (٦) إلى أصل واحد فقال: "أصل هذا الباب كله من التغطية والستر" (٧).


(١) ص ٣١٢.
(٢) ص ٣١٤.
(٣) ص ٦٨٣.
(٤) ص ٧٩٦.
(٥) ص ٩٣٥.
(٦) الباب الذي لم يسمه ثعلب وعنونه بـ"باب منه آخر".
(٧) ص ٨٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>