للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما سيبويه "فإن مذهبه في هذه النعوت التي أسقطت منها علامة التأنيث وجعلت بلفظ المذكر، أنها جاءت أوصافا لمذكر، وإن ا لمراد بها شيء طالق، وشيء حائض، وطاهر، وطامث، وكذلك أشباههما" (١).

وأشار إلى خلاف الفريقين في قولهم: "ملحفة جديد وخلق".

فالكوفيون يرون أنها: "فعيل في تأويل مفعولة بمعنى مجدودة، وهي المقطوعة" (٢).

أما البصريون فيقولون: "إنما حذفوا الهاء من ملحفة جديد وخلق على غير القياس، وليس جديد من المعدول عن المفعول، لأنه لا يجوز فيهما مفعول، وكان القياس أن تثبت فيهما الهاء، كما تثبت في صغيرة وكبيرة ومريضة، ولكنهما جاءا شاذين، ولا يقال في شيء من الأشياء: جديدة ولا خلقة، وإنما هو جديد وخلق بغير هاء للمذكر والمؤنث … " (٣).

كما تطرق إلى خلافهم في علامة التأنيث التي تلحق المذكر، نحو قولهم في المدح: رجل علامة ونسابة، وفي الذم: رجل هلباجة وفقاقة، فالكوفيون يرون أن الهاء جاءت في وصف المذكر الممدوح


(١) ص ٧٨٢. وينظر: ص ٧٨٧.
(٢) ص ٧٨٨.
(٣) ص ٧٨٨ - ٧٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>