للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ذا" من غير تحيز ظاهر لأحد الفريقين، حيث يقول: "هذا اسم مبهم يشار به اللمخاطب إلى كل مذكر موجود بحضرته غير بعيد عنه.

وأصله عند البصريين ذان وأصل ذا ذيا، وقال الكوفيون: أصل هذا الذال وحدها، والألف عماد وتكثير، لأن الاسم لا ينفصل على حرف واحد. وقالوا جميعا: إن العرب زادت ها قبل ذا للتنبيه" (١).

ولكنه أخذ برأي البصريين في هذه المسألة في موضع آخر حيث قال: "وذلك: اسم مبهم وهو نقيض هذا في الإشارة. . . . . . . . . . . والاسم منه ذا، واللام زائدة للتكثير" (٢). وقوله: "اسم مبهم" موافقة كذلك لرأي البرصريين، لأنهم يسمون أسماء الإشارة أيضا "الأسماء المبهمة"، أما الكوفيون فيسمونها "حروف المثل" (٣).

وكذلك نقل عن بعض علماء اللغة والنحو تأصيل "تلك وتيك" في الإشارة إلى رأي المؤنثة البعيدة، ورد على من زعم أن "ذيك" بالذال والياء خطأ، فقال: "والذي عندي أن تلك باللام، وتيك بالياء، وذيك بالذال والياء كلها بمعنى واحد، وهي لغات للعرب، وليس ذيك بالذال خطأ، كما زعم ثعلب والجبان وغيرهما، بل هي لغة صحيحة جارية على قياس كلام العرب .... والكاف في آخر تلك وتيك زائدة للخطاب، ولا موضع لها من الإعراب، لأنها حرف وليست باسم، والدليل على أن ذيك


(١) ص ٣١٠.
(٢) ص ٣١٧.
(٣) التهذيب ١٥/ ٣٧، واللسان ١٥/ ٤٥٤ (ذا).

<<  <  ج: ص:  >  >>