للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو يشير إلى المثل دون أن يذكر ألفاظه، كقوله: "فالجورب: معروف، لما يعمل من قطن أو صوف بالإبرة … والعرب تضرب به المثل في النتن" (١). ونص المثل هو: "أنتن من ريح الجورب".

وألحقت المأثور من فصيح الأقوال بشواهده من الأمثال، لأن منها ما اشتهر فأصبح لشهرته بمنزلة الأمثال. ومن أمثلة ما استشهد به منها لتوضيح بعض المعاني أو تأكيدها، قوله: "يقال: رقأ الدم يرقأ رقأ … ورقوءا … إذا انقطع ولم يسل … ويقال: "لا تسبوا الإبل، فإن فيها رقوء الدم"بفتح الراء على فعول، أي تعطى في الديات، فتحقن بها الدماء من القود، فلا تهراق بعد أخذهم إياها في الديات" (٢).

وقوله: "والخلة … ما كان حلوا من المرعى، وهي ضد الحمض، والحمض من ذلك ما كانت فيه ملوحة، والعرب تقول: الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها" (٣).

وجعل ثعلب البرثن من السباع بمنزلة الظفر من الإنسان، فغلطه أبو سهل وذكر أن البرثن"من السباع بمنزلة الإصبع من يد الإنسان، والمخلب يكون في البرثن بمنزلة الظفر من الإصبع"وأكد كلامه هذا بقول أبي زبيد الطائي في وصف الأسد: "وكف شثنة البراثن إلى مخالب كالمحاجن"قال: "فأراد غلظ أصابعه، وقوله: "إلى


(١) ص ٥٩٢.
(٢) ص ٤٨٥.
(٣) ص ٧٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>