للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفيها لغتان: ضم التاء وإسكانها (١)، ولا تسمى الصحيفة كتابا إلا إذا كتب فيها الكلم، أي جمع بعضها إلى بعض (٢).

وأراد بالناس هاهنا: العامة وأهل الحضر والأمصار ممن يتكلم بالعربية دون غيرهم من الأعاجم.

وأما قوله: (فمنه ما فيه لغة واحدة).

فمن: حرف جار أيضا، وهو هاهنا للتبعيض، والهاء عائدة على الكلام.

وما: بمعنى الذي، أي بعض الكلام الذي في هذا الكتاب فيه لغة واحدة. ويجوز أن تكون ما بمعنى شيء، أي فمن كلام هذا الكتاب شيء فيه لغة واحدة، أي طريقة واحدة من التكلم به.

وقيل: لغة معناها: كلام (٣)، تقول: هذا الحرف بلغة بني فلان، أي بكلامهم ومنطقهم. وهي مشتقة من اللغو أو اللغى مقصور، وهما الكلام [٤/أ] والصوت، يقال: لغا الرجل يلغو لغوا، ولغي أيضا - بالكسر، على مثال رضي (٤)، [فهو] (٥) يلغى لغى، إذا تكلم


(١) الصحاح (كتب) ١/ ٢٠٨.
(٢) الفروق ٢٤١.
(٣) ينظر: الخصائص ١/ ٣٣، وتهذيب اللغة ٨/ ١٩٧، واللسان ٥/ ٢٥١ (لغو).
(٤) قوله: "على مثال رضي" ساقط من (ش).
(٥) استدركه المصنف في الحاشية.

<<  <  ج: ص:  >  >>