للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي أغفلت عنه، وسلوت، ونسيته، ومنه قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَت} (١) معناه - والله أعلم -: تسلو عن ولدها، وتتركه، وتشغل عنه. والشيء مذهول عنه.

(وغبطت الرجل فأنا أغبطه) بالكسر (٢)، غبطة: أي سررته، فأنا غابط، وهو مغبوط، أي مسرور. وغبطته أغبطه غبطا بفتح الغين، وغبطة بكسرها، ومغبطة ومغبطة بفتح الباء وكسرها، وأنا (٣) غابط، وهو مغبوط أيضا: أي تمنيت أن يكون لي مثل الذي له من الخير والحال والمال من غير أن أتمنى زوال شيء من ذلك عنه، فإن تمنيت أن يكون لي مثل خيره وحاله وماله، مع زوال ذلك عنه، فأنا حاسد، وهو محسود (٤). وقد حسدته أحسده بضم السين، حسدا بفتحها. والحسد مذموم، والغبط غير مذموم (٥).

(وخمدت النار وغيرها تخمد) (٦) بالضم، خمودا، فهي خامدة:


(١) سورة الحج ٢. وينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٩٠.
(٢) والعامة تقول: "أغبطه" بفتح الباء. ابن درستويه ١٢٨ ن وابن ناقيا ١/ ١٣.
(٣) ش: "فأنا".
(٤) ينظر: الصحاح (غبط) ٣/ ١١٤٦، واللسان (حسد) ٣/ ١٤٩.
(٥) قوله: "والغبط غير مذموم" ساقط من ش، ومما ورد في النهي عن الحسد قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب" رواه أبو داود (كتاب الأدب، باب الحسد ٤٩٠٤)، وأما الغبط فليس بمذموم لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يضر الغبط" غرب الحديث للخطابي ٣/ ٢١١ ن والنهاية ٣/ ٣٣٩.
(٦) والعامة تقول: "خمدت النار تخمد" بكسر الميم من الماضي وفتحها من المستقبل. إصلاح المنطق ١٩٠ ن وأدب الكاتب ٣٩٩ ن وابن درستويه ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>