للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن لم تكن (١) كذلك لم تكن (٢) حريصا. ومنه قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} (٣). وجاء اسم الفاعل من هذا حريص، لأنه بمعنى المبالغة، كما جاء عليم ورحيم (٤)، والقياس حارص، والشيء محروص عليه.

(ونقمت على الرجل أنقم) (٥) بكسر القاف، نقما بسكونها وفتح النون، ونقمة أيضا بكسر النون، فأنا ناقم عليه: إذا عتبت عليه، ووجدت، وأنكرت فعله. وفي التنزيل: [١٠/أ] {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (٦)، وفيه أيضا: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا} (٧).

(وغدرت به أغدر) (٨) بالكسر، غدرا، فأنا غادر: أي تركت


(١) ش: "يكن".
(٢) ش: "يكن".
(٣) سورة النساء ١٢٩.
(٤) ينظر: الكتاب ١/ ١١٠.
(٥) ما تلحن فيه العامة ١٠٠، وإصلاح المنطق ١٨٨، ٢٠٧، وأدب الكاتب ٤٢١. والعامة تقول: "نقمت أنقم" بكسر الماضي وفتح المستقبل، وهي لغة قرئ بها قوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ} قرأ الجمهور بفتح القاف، وقرأ بكسرها زيد بن علي وأبو حيوة وابن أبي عبلة. ينظر الجمهرة (نقم) ٢/ ٩٧٧، وشواذ القرآن ٥٠، ١٧١، والبحر المحيط ١٠/ ٤٤٥.
(٦) سورة البروج ٨.
(٧) سورة الأعراف ١٢٦.
(٨) والعامة تقول: "غدرت أغدر" بكسر الدال من الماضي وفتحها من المستقبل. قال ابن درستويه ١٣١: "وهو خطأ". قلت: لأن "غدر يغدر" يقال قياسا لمن يشرب من الماء الغدير، كما نص الأزهري في التهذيب (غدر) ٨/ ٦٨. وينظر: إصلاح المنطق ١٩٥، والأفعال للسرقسطي ٢/ ١٥، وبغية الآمال ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>