للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يجمع، لأنه مصدر وضع موضع ضائف، وهو الذي يأتي القوم ليطعموه. وقد ضاف الرجل القوم يضيفهم ضيفا وضيافا: إذا أتاهم ليطعموه. ومنه قوله تعالى - حكاية عن قول لوط عليه السلام -: {قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفِي فَلا تَفْضَحُونِ} (١)، وقال: {هَلْ أَتَاكَ [٧٠/أ] حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} (٢) فجاء به للجماعة بلفظ الواحد. (وإن شئت ثنيت وجمعت، فقد قالوا: أضياف وضيوف وضيفان (٣). وما أتى من هذا الباب، فهو مثله). وإنما ثنى هذا (٤) وجمع لما كثر استعماله، لأنهم أجروه مجرى الأسماء والصفات، ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث من هذا الباب إلا ما كثر استعماله، فأما ما يقل استعماله، فالأصل فيه أن يترك في جميع أحواله في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد، لأنها مجراة مجرى المصادر، كما تقدم ذكره.

وأما قوله: (وتقول: ماء رواء وروى، وقوم رواء من الماء. ورجل له رؤاء: أي منظر. وقوم رئاء: يقابل بعضهم بعضا. وكذلك بيوتهم رئاء) يقابل بعضها بعضا. (وفعل ذلك رئاء الناس. والرؤى: جمع الرؤيا).

فإن هذه فصول مختلفة المعاني، وإنما جمع ثعلب - رحمه الله


(١) سورة الحجر ٦٨. وينظر: ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/ ١٨٢.
(٢) سورة الذاريات ٢٤.
(٣) الجمهرة ٢/ ٩٠٨، والصحاح ٤/ ١٣٩٢ (ضيف).
(٤) الضيف

<<  <  ج: ص:  >  >>