للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وليس لي فيه فكر) (١): أي تأمل ونظر في أمره، وجمعه أفكار. يقال منه: أفكر يفكر، وفكر يفكر، وتفكر يتفكر. والفكر: اسم فعل من أفعال النفس، كالعلم والحفظ والذكر، وليس هو بمصدر (٢).

(ومنه تقول: أوطأتني عشوة) (٣). فالهاء في منه ترجع إلى الباب. وعشوة معناها: أمر ملتبس، أي أخبرتني بما أوقعتني به في بلية وحيرة، أي أني أطأ على ما لا أراه، ولا أتيقنه. وقال ابن درستويه: العشوة: اسم لتلبيس الأمر والتغرير، وذلك أن تكذب الرجل


(١) والعامة تفتح الفاء أو تضمها. ابن درستويه (١٤٤/ب). والفتح لغة ربيعة في الزمخشري ٢٩٤. وحكى ابن هشام ١٣٧ عن أبي حاتم قال: "العامة تكسر الفاء من الفكر والصواب فتحها". وهما لغتان والفتح أفصح في إصلاح المنطق ١٦٥، وعنه في الصحاح (فكر) ٢/ ٧٨٣. ولغتان والفتح أقل في الجمهرة ٢/ ٧٨٦، والقاموس ٥٨٨ (فكر).
(٢) والمصدر: الإفكار، والتفكير، والتفكر، وهذه المصادر جارية على الأفعال التي ذكرها المصنف، أما الثلاثي فلم يستعمل منه مصدر، كما ذكر ابن درستويه (١٤٤/ب). وفي المصباح ١٨٢: "والفكر بالفتح: مصدر فكرت في الأمر، من باب ضرب".
(٣) والعامة تقول: "عشوة" بفتح العين. ابن درستويه (١٤٤/ب)، والزمخشري ٢٩٤. وذلك ليس بخطأ، فالعين مثلثة في: إصلاح المنطق ١١٧، ١٧٤، وأدب الكاتب ٤٢٣ (وفي هذين عن الكسائي أنه لم يعرف الفتح فيها) والأمالي لأبي علي ١/ ٢٦٣، والمثلث لابن السيد ٢/ ٢٥٢، والبعلي ١٣٩، وإكمال الإعلام ١/ ١٤، والدرر المبثثة ١٤٧، والعين ٢/ ١٨٧، والتهذيب ٣/ ٥٩، والصحاح ٦/ ٢٤٢٧، والمحكم ٢/ ٢٠ (عشو). ولم يعرف ابن دريد في الجمهرة ٢/ ٨٧١ إلا "عشوة" بالضم وأنكر الكسر والفتح. و"أطأتني عشوة" مثل في النبات لأبي حنيفة ١٦١، والمستقصى ١/ ٤٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>