للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به بهيمة).

فالداهية: هي الأمر العظيم المجاوز للحد والمقدار المعلوم الذي لا ينفع فيه دواء.

والبهيمة: كل دابة من ذوات الأربع من دواب البر والبحر، وهي مأخوذة من الإبهام، وهو اشتباه الشيء، فلا يدرى وجهه (١)، فالبهيمة لا تميز ولا تفرق بين الحسن والقبيح.

فكما أن في آخر الداهية والبهيمة هاء، كذلك أتوا بها (٢) في وصف الإنسان المذكر الممدوح والمذموم تشبيها بهما، فإذا مدحوه وبالغوا في ذلك شبهوه بالداهية، وأرادوا أن أمره وفعله منكر زائد على غيره كالداهية، وكذلك أيضا إذا ذموه وبالغوا في ذلك (٣) شبهوه بالبهيمة التي لا تنطق بشيء يفهم، ولا تفرق بين الفعل القبيح والحسن. وهذا هو معنى قول الكوفيين وطريقتهم (٤). وأما البصريون فإنهم قالوا: الهاء في هذا الباب للمبالغة في الوصف الذي يمدح به أو يذم (٥). وقال


(١) المقاييس (بهم) ١/ ٣١١.
(٢) أي الهاء.
(٣) ش: "في ذمه".
(٤) المذكر والمؤنث للفراء ٦٠، ولابن الأنباري ١/ ١٦٤، ٢/ ١٢٠.
(٥) المذكر والمؤنث لأبي حاتم (٥/أ)، والمقتضب ٤/ ٢٦٢، والأصول ٢/ ٤٠٨، والتكملة لأبي علي ٣٦٦، وابن درستويه (٢٠٥ أ)، والعين ٢/ ١٥٢، ٨/ ٣١١، والجمهرة ١/ ٢٣٥، ٢/ ٩٤٨، والصحاح ٥/ ١٩٩٠ (علم، روي).

<<  <  ج: ص:  >  >>