للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جل وعز ثلاثة من قروء (١) [١٥٤/ب].

والقرط: ما يجعل في أسفل أذن الجارية والغلام، في شحمتها من خرز، أو ذهب، أو غير ذلك، ويقال لما يجعل في أعلاها شنف


(١) هكذا في الأصل، وفي ش: "قال أبو سهل: هذا الذي ذكره من قوله: ثلاثة قرطة، وثلاثة جحرة، وثلاثة جرزة، وجه الجميع فيه أن يقال: ثلاثة أقرط، وثلاثة أجحار، وثلاثة أجراز، لأن ثلاثة عدد قليل، والعدد القليل، يكون من الثلاثة إلى العشرة، وما زاد على العشرة فهو جمع كثير، فالقرطة والجحرة، والجرزة من أمثلة الجمع الكثير، لأن أمثلة الجمع القليل أربعة، وهي: أفعل، وأفعال، وأفعلة، وفعلة، نحو: أفلس وأكلب، وأجمال وأبراد، وأحمرة وأرغفة، وغلمة وصبية، وما عدا هذه الأمثلة فهو للجمع الكثير، وربما جاء للشيء جمعان جمع قليل وجمع كثير، نحو: فلس جمعه في القليل أفلس، وفي الكثير فلوس، ولو قلت: ثلاثة فلوس، لم يحسن، لأنه للكثير، وكذلك قولهم: جمل، جمعه في القليل أجمال، وفي الكثير جمال، وكذلك حمار، جمعه في القليل أحمرة، وفي الكثير حمر، وكذلك صبي، جمعه في القليل صبية، وفي الكثير صبيان، وأشباه هذه الأسماء كثيرة، وربما جاء للشيء جمع قليل لا كثير له، وجمع كثير لا قليل له، فيعبر بجمعه القليل عن الكثير، وبالكثير عن القليل، كقولهم في جمع قفل: أقفال، وفي عدل: أعدال، وفي رسن: أرسان، فجمعوها على الجمع القليل لا غير، ويعبر بها عن الكثير. كقولهم في جمع شسع: شسوع، وفي قلب: قلوب، وفي صرد: صردان، فجمعوها على الجمع الكثير لا غير، ويعبر بها عن القليل.
فهذا الذي ذكرته هو القياس، وهو الأكثر والأحسن في كلام العرب إلا أن قول أبي العباس ثعلب - رحمه الله - يحمل على تقدير "من" فيكون معناه: ثلاثة من قرطة، وثلاثة من جحرة، وثلاثة من جرزة، وقد جاء مثل هذا في كتاب الله عز وجل: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} أي ثلاثة من قروء، القروء جمع كثير، قد استعمل فيه الجمع القليل، وهو الأقراء، فيحمل على الوجه الذي يقدر فيه من".

<<  <  ج: ص:  >  >>