كتاب إسفار الفصيح

باب حروف منفردة - ج: 2 - ص: 921

ويماثله في القيمة. والماضي منه ساوى، والمصدر مساواة وسواء بكسر السين والمد، والفاعل مساو بكسر الواو، وهذا أيضا لا يكون إلا من ا ثنين فأراد أن كل واحد يعادل الآخر في القيمة والقدر.

(وتقول: فلان يتندى على أصحابه، كقولك: يتسخى) (١) في الوزن والمعنى، وهو يتفعل من الندى، وهو الجود وماضيه تندى، ومصدره تند، والفاعل متند.

(وتقول: أخذه ما قدم وما حدث) (٢) بضم الدال فيهما: أي أصابه من الهم والغم، أو القلق، أو الغيظ، أو الحيرة، أو الخوف، أو نحو ذلك ما تقدم منه وما تأخر، أي ما قد طال عهده منه وعرف، وما قد طرأ ووجد بعد أن لم يكن، ومستقبلهما يقدم ويحدث بضم الدال أيضا، ومصدرهما قدم بكسر القاف وفتح الدال، وحدثان بكسر الحاء وسكون الدال، وحداثة بفتحهما، واسم الفاعل منهما قديم وحديث، على فعيل (٣). وإذا أفردت حدث ونطقت به وحده فقلت: حدث

---

(١) والعامة تقول: "يندي". إصلاح المنطق ٣٣١، وأدب الكاتب ٤١٣، والزمخشري ٤٥٦، والتهذيب ١٤/ ١٩٢، والصحاح ٦/ ٢٥٠٦ (ندو).
(٢) والعامة تقول: "ما قدم وما حدث" بفتح الدال من حدث على الأصل. الزمخشري ٤٥٦. وفي درة الغواص ٦٦: "ويقولون: قد حدث أمر، فيضمون الدال من "حدث" مقايسة على ضمها في قولهم: أخذه ما حدث وما قدم … ". وينظر: تقويم اللسان ٩٩، وتصحيح التصحيف ٢٢٢، والتهذيب ٤/ ٤٠٦، والصحاح ١/ ٢٧٨، والمحكم ٣/ ١٨٧ (حدث). وهذه الجملة مثل يضرب للمغتاظ والذي يفرط اغتمامه. المستقصى ١/ ٩٧.
(٣) زيد في ش: "لما فيهما من معنى المبالغة".