للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: "فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله": في إعرابها خمسة أوجه١، بناء الأول على الفتح ورفعه بالتنوين، فمع بناء الأول يجوز رفع الثاني ونصبه وبناؤه، ومع رفع الأول، يجوز رفع الثاني وبناؤه، ويمتنع نصبه؛ لأنه لا وجه له.

قال الخَطَّابي: معنى لا حول ولا قوة إلا بالله، إظهار الفقر وطلب المعونة منه على كل ما يزاوله من الأمور، أي يعالجه وهو حقيقة العبودية.

وقال ابن الأنباري: الحول: معناه في كلام العرب، الحيلة، يقال ما للرجل حَوْلٌ، وماله احتيال، وماله محالة، وماله مَحَالٌ: بمعنى واحد، يريد أنه لا حيلة له في دفع شيء، ولا قوة له في درك خير إلا بالله، ومعناه التبرؤ من حول نفسه ومن قوته.

وقال أبو الهيثم الرازي٢: قوله: لا حَوْلَ أَصْلُهُ: من حال الشيء: إذا تحرك يقول: لا حركة ولا استطاعة إلا بالله، وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: في "تفسيره"٣ لا حول عن معصية الله، إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، قال الخطابي: هذا أَحْسَنُ ما جاء فيه.

ويقال: لا حَيْلَ ولا قوةَ: لغة حكاها الجوهري، ويقال: الحَوْقَلَةُ والحولقة، والأول أكثر في كلامهم.


١ انظر "مغني اللبيب" لابن هشام بحاشية الأمير ١/ ١٩٥ و"شرح ابن عقيل" ١/ ١٤٢.
٢ أبو الهيثم الرازي "وهكذا يعرف بكنية ولا يعرف اسمه" نحوي إمام علامة بارع حافظ، له من المصنفات كتاب "الشامل في اللغة" وكتاب "الفاخر في اللغة" أيضا وغيرهما وفاته سنة: ٢٧٦هـ، ترجمته في: "بغية الوعاة": ٢/ ٣٢٩ و "إنباه الرواة على أنباء النحاة": ٤/ ١٨٨.
٣ كذا في "ش"، وفي "ط": في "تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله".

<<  <   >  >>