للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسفر فيه وكان ذلك لطفا من الله تعالى فإنه سافر فلما توسط البحر غرق بموضع يقال له رأس أبي محمد فخرج صاحبه وبعض التجار في العشاوي بعد جهد عظيم، وأشرفوا على الهلاك وهلك بعضهم وغرق سائر الناس وكان فيه نحو سبعين من الحجاج، ثم ركبت البحر بعد ذلك في صنبوق برسم عيذاب فردتنا الريح إلى جبل يعرف برأس دواير، وسافرنا منه في البر مع البجاة فسلكنا صحراء كثيرة النعام والغزلان فيها عرب جهينة وبني كاهل وطاعتهم للبجاة. ووردنا ماء يعرف بمفرور وماء يعرف بالجليد ولما نفد منا زادنا اشترينا من قوم البجاة وجدناهم بالفلاة أغناماً وتزودنا لحومها. ورأيت بهذه الفلاة صبياً من العرب كلمني باللسان العربي وأخبرني أن البجاة أسروه وزعم أنه منذ عام لم يأكل طعاماً إنما يقتات بلبن الإبل ونفذ منا بعد ذلك اللحم الذي اشترينها ولم يبق لنا زاد وكان عندي نحو حمل من التمر الصيحاني والبرني برسم الهدية لأصحابي ففرقته على الرفقة وتزودناه ثلاثاً، وبعد مسيرة تسعة أيام من رأس دواير وصلنا إلى عيذاب وكان قد تقدم إليها بعض الرفقة فتلقانا أهلها بالخبز والتمر والماء وأقمنا بها أياماً، واكترينا الجمال وخرجنا صحبة طائفة من عرب دغيم وردنا ماء يعرف بالجنيب ولعله "الخبيب"، وحللنا بحميثرا، حيث قبر ولي الله تعالى أبي الحسن الشاذلي وحصلت لنا زيارته الثانية وبتنا في جواره، ثم وصنا إلى قرية العطواني وهي على ضفة النيل مقابلة لمدينة إدفو من الصعيد الأعلى وأجزنا النيل إلى مدينة أسنا ثم إلى مدينة أرمنت ثم إلى الأقصر وزرنا الشيخ أبي الحجاج الأقصري ثانية ثم إلى مدينة قوص ثم إلى مدينة قنا وزرنا الشيخ عبد الرحيم القناوي ثانية ثم إلى مدينة هو ثم إلى مدينة اخميم ثم إلى مدينة أسيوط ثم إلى منفلوط ثم إلى مدينة منلوي ثم إلى مدينة الأشمونين ثم إلى مدينة منية ابن الخصيب ثم إلى مدينة البهنسة ثم إلى مدينة بوش ثم إلى مدينة منية القائد، وقد تقدم لنا ذكر هذه البلاد ثم إلى مصر وأقمت بها أياماً. وسافرت على طريق بلبيس إلى الشام ورافقني الحاج عبد الله بن أبي بكر ابن الفرحان التوزري ولم يزل في صحبتي سنين إلى أن خرجنا من بلاد الهند فتوفي بسندابور وسنذكر ذلك. فوصلنا إلى مدينة غزة ثم إلى مدينة الخليل وتكررت لنا زيارته ثم إلى بيت المقدس ثم إلى مدينة الرملة ثم إلى مدينة عكا ثم إلى مدينة طرابلس ثم إلى مدينة جبلة وزرنا إبراهيم بن أدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>