للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحمدُ لغة هو: الثناء باللسان على الجميل من نعمة أو غيرها١.

ومعنى يعزب: يغيب أي الذي لا يغيب شيء كلياً كان، أو جزئياً من الموجودات و٢ المعدومات عن علمه، قال تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} ٣، قال مجاهد: لا يعزب: لا يغيب٤.

ولا يخرج شيء عن حكمه أي عن قضائه النافذ فيه.

أحمده وحمدُه من الفرائض؛ لأنه سبحانه وتعالى هو المنعم تفضلاً منه، ومعلوم أن شكر المنعم واجبٌ وأشكره على ترادفِ فضله الفائض أي توالي فضله، وهذا تأكيدٌ لقوله أحمده؛ لأنَّ الحمدَ إذا كان في مقابلة النعمة كان مساوياً للشكر باللسان.


١ الحمد نقيض الذم، ومنه المحمدة: خلاف المذمة. والحمد أعم من الشكر إذ الحمد يكون عن يد وعن غير يد، الشكر لا يكون إلا عن يد. وحمد الله تعالى: الثناء عليه لا بالفضيلة. (مفردات ألفاظ القرآن ٢٥٦، ولسان العرب ٣/١٥٥، والقاموس المحيط، مادة حمد ٣٥٥) .
٢ في (ج) : أو.
٣ سورة سبأ: ٣.
٤ أورده البخاري عن مجاهد معلقاً بصيغة الجزم. (صحيح البخاري، كتاب التفسير، تفسير سورة سبأ ٥/٣٢٨، وأخرجه عن مجاهد ابن جرير الطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن ١٢/٦٠) .
ومجاهد هو: مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي، مولى بني مخروم، المقرئ، المفسر، من رواة السنة، روى عن ابن عباس وغيره، مات سنة ١٠٠هـ، وقيل ١٠٢هـ، وقيل ١٠٤هـ.
(التقريب٥٢٠، وشذرات الذهب٢/٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>