البارومتري قرب مستوى سطح البحر لا يترتب عليها أي تغيرات فيزيولوجية ظاهرة في الإنسان، ويتفاوت ارتفاع قمة عمود الزئبق في البارومتر بين ٩٥٠ - ١٠٥٠ ملليبارا إلا أن تناقص الضغط الجوي بالارتفاع يؤثر على الإنسان تأثيرا مباشرا فعلى ارتفاع ٥٣٠٠ متر "١٧٥٠٠ قدم" ينخفض الضغط إلى نصف ما هو عليه عند سطح البحر حيث يصل إلى ٥٠٠ ملليبار، أما على ارتفاع ٩٠٠٠ متر "٣٠.٠٠٠ قدم" فإن الضغط الجوي يصبح ما بين ثلث وربع مثيله عند سطح البحر. وبالرغم من قلة مساحة الأراضي المرتفعة إلا أن هناك شعوبا قليلة استوطنت مثل هذه المناطق كما هو الحال في مرتفعات الإنديز في بيرو، وكذلك في التبت حيث تعيش بعض الجماعات على ارتفاعات تصل إلى ٤٥٠٠ متر "١٥٠٠٠ قدم" أو تزيد وأحيانا تصل القطعان التي يرعاها سكان هذه المناطق إلى ٥٥٠٠ متر "١٨٠٠٠ قدم".
ومن المعروف أن الإنسان إذا ارتفع من سطح البحر إلى ارتفاع ٣٠٠٠ متر "١٠٠٠٠ قدم" فإنه يصاب بدوار الجبل Mountain Sickness وبضيق في التنفس والصداع وبالإعياء وإذا ارتفع عن ذلك بكثير فإنه يصاب بانهيار تام قد تعقبه الوفاة ولقد كان الاعتقاد السائد قديما أن وفاة الإنسان في الجبال العالية مرجعه سكنى هذه الجبال بالأشباح الشريرة إلى أن فسر أحد القساوسة السبب الحقيقي وراء ذلك في سنة ١٥٩٠ ومنذ ذلك الوقت أثبتت التجارب أن دوار الجبل ينشأ من النقص في الأوكسجين كذلك أكدت أنه في ارتفاعات معينة فإن الجسم البشري يستطيع أن يتلاءم نسبيا مع النقص في الأوكسجين ولعل في سكان المكسيك والإنديز مثال على ذلك.
أما درجة الحرارة فهي عنصر مناخي هام مؤثر في حياة الإنسان فتبلغ حرارة الجسم البشري الطبيعية ٣٧ درجة مئوية "٩٨.٤ ف" سواء هبطت درجة حرارة الهواء المجاور إلى -٦٨ درجة مئوية "-٩٠ درجة ف" كما في شمال سيبيريا أو ارتفعت إلى ٦٠ درجة مئوية "١٤٠ فهرنهيت" كما في الصحراء الكبرى وشبه الجزيرة العربية. وفي الأقاليم المناخية قاسية البرودة يكون الكساء أمرا ضروريا بالرغم من أنه ليس كذلك في المناطق الباردة نوعا كما هو الحال في جماعات الأكالوف Alacaluf البدائية في أقصى جنوب شيلي والذين يعيشون عراة في مناطق تتراوح درجة الحرارة بها بين -٤