يعد الموقع عنصرا هاما من الخصائص الطبيعية للدولة سواء كان بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض أو بالنسبة لليابس والماء أو بالنسبة للدول الأخرى أو حتى بالنسبة للموارد الطبيعية خارج حدود الدولة ذاتها، والموقع الفلكي يعد هاما في تحديد النطاق المناخي الذي تنتمي إليه الدولة أو جزء منها، ومن الواضح أنه ما من دولة تقع كلية في الأقاليم المدارية المطيرة والقطبية قد نجحت في العصر الحديث في أن تكون قوة سياسية ذات أثر عالمي والسبب الرئيسي وراء ذلك هو المناخ وما يترتب عليه من أنشطة بشرية.
وكذلك يرتبط بالموقع وقوع موارد الفحم بين دائرتي عرض ٤٠ - ٦٠ درجة شمالا ومن ثم توفرت للدول في هذا النطاق قاعدة هامة للتصنيع كما يرتبط بذلك موقع الدول بالنسبة للمسطحات المائية لما لهذا الموقع من تأثير على المناخ واستغلال البحار والمحيطات في أوجه النشاط التجاري والتوسع الاقتصادي والسياسي، -ولعل في موقع بريطانيا خير دليل على ذلك- ويعد الوصول للبحر هدفا ذا فوائد متعددة تسعى الدول باستمرار للوصول إليه ولذلك فإن دول العالم يمكن أن تقسم حسب الجبهات البحرية فبعض الدول له أكثر من جبهة بحرية حيث يطل على أكثر من بحر مثل الولايات المتحدة وفرنسا، وبعضها مغلق تماما مثل بوليفيا والنمسا حيث لا تصل حدودها إلى أية بحار.