يعد النمو الحضري الذي شهده العالم في المائة سنة الأخيرة من السمات البارزة في نمط توزيع السكان، وقد أسهمت الهجرة إلى المراكز الحضرية بدور كبير في توازن السكان بين الحضر والريف.
وقد نشأت المدن الكبرى منذ عهود بعيدة حتى بالرغم من عدم توفير وسائل نقل بدرجة كافية تربطها بأقاليمها المجاورة، ومع ذلك فقد بلغت أحجام بعضها حدا كبيرا، فمدينة باريس مثلا بلغ عدد سكانها ٤٩٨.٠٠٠ نسمة في عهد لويس الثالث عشر و ٥١٨.٠٠٠ في عهد نابليون الأول، ولكن بعد ذلك بخمسين عاما فقط تعدت المليون نسمة، وذلك في سنة ١٨٦٠ ثم وصلت إلى ٦.٧ مليون نسمة سنة ١٩٥٠ وفي نفس الفترة فإن لندن التي لم يزد عدد سكانها على نصف مليون نسمة في نهاية القرن السابع عشر نمت وتضخمت حتى وصلت إلى قرابة المليون نسمة في سنة ١٨٠١، ثم وصلت إلى ٢.٣٦٢.٠٠٠ نسمة بعد ذلك بستين عاما فقط في سنة ١٨٦١، وتزايد عدد سكانها بمعدل كبير حتى وصل إلى قرابة ١١ مليون نسمة سنة ١٩٦٠.