لا شك أن المنطقة السكنية بالمدينة تمثل الجزء الأكبر من رقعتها المبنية وتختلف المساكن باختلاف المدينة وحجمها وتطورها فالمدينة القديمة تتركز المساكن فيها حول نواتها بصفة دائمة ولكن بتطور العمران ونموه ينشأ السكان يتجهون إلى خارج المدينة بعد تعدد الوظائف في المدينة وترك وسط المدينة لوظائف أخرى أكثر أهمية كالوظيفة التجارية أو الإدارية.
والسكان يميلون دائما إلى سكنى المناطق البعيدة عن قلب المدينة المزدحم ويلاحظ أن هناك دائما حركة بطيئة للسكان من داخل المدينة إلى خارجها يدل على ذلك دراسة التطور العددي للسكان في أجزاء المدينة المختلفة ففي الوقت الذي يقل فيه عدد السكان في الأحياء القديمة من المدينة يزداد عدد السكان في النطاق الخارجي حيث تنتج هذه الزيادة بصفة رئيسية عن هجرة سكان القلب إلى الأطراف.
وقد ذكرنا أن المنطقة التجارية في وسط المدينة تمتاز بارتفاع أسعار الأراضي بها وازدحامها بعكس الحال خارج المدينة ومن المعلوم أن المتاجر والشركات تترك المناطق التي يصعب الوصول إليها خارج المدينة، تتركها للسكنى ويفضلها السكان لظروف المناخ بها وكذلك مما يشجع على سكنها ويساعدها بعد ذلك امتداد طرق النقل المختلفة وكثيرا ما تلتصق هذه المنطقة بالمدينة الأصلية.
وتختلف المناطق السكنية في المدينة باختلاف ساكنيها، فهناك مساكن الطبقة الفقيرة وتتميز باكتظاظها بالسكان بدرجة كبيرة، وعدم اتباع الوسائل الصحية في التهوية وغالبا ما تكون بعض أجزائها مناطق القذارة في المدينة Slums ففي الولايات المتحدة نجد أحياء بأكملها للطبقة الفقيرة جدا ومخصصة لسكنى الزنوج وكأنها مدينة داخل مدينة أما سكنى الطبقة المتوسطة فيميل إلى الابتعاد عن المنطقة السابقة وإن كان مرتبطا بالمدينة