يبدو واضحا من دراسة خريطة توزيع السكان في العالم أنها تتباين تباينا كبيرا من قارة لأخرى "الشكل التالي"، كذلك فإن مدى التباين في داخل القارة الواحدة كبير هو الآخر، ففي أمريكا الشمالية توجد أكثف المناطق في وسط شرقها، وفي أمريكا الجنوبية توجد في منطقة البمبا وجنوب شرق البرازيل وبعض نويات العمران في المرتفعات الغربية وفي أفريقيا تتمثل بؤرات التركز السكاني في مصر ونيجيريا أما في أوروبا فإن الإقليم الشمالي الغربي بها هو أكثف الأقاليم على الإطلاق خاصة في تلك المساحة الممتدة من الجزر البريطانية إلى وسط ألمانيا وتتمثل مناطق الكثافة العالية في الاتحاد السوفيتي في منطقة أوكرانيا، أما آسيا فإن أقاليمها الشرقية والجنوبية تعد أكثر مناطق العالم ازدحاما بالسكان، وفي استراليا يعيش معظم السكان في الجنوب الشرقي قرب السواحل.
وبالرغم من أن العالم يمكن تقسيمه إلى عدة مناطق متفاوتة في درجة الكثافة والتوزيع العددي للسكان بها، إلا أنه يمكن النظر إلى صورة التوزيع السكاني على الأرض من خلال نطاقين رئيسيين أحدهما يتميز بالتشتت والتبعثر والآخر بالتركز والازدحام، وفيما بينهما توجد مناطق انتقالية تعد امتدادا لكلا النطاقين.