تتمثل حرفة الزراعة في المناطق المعتدلة في كل قارات الأرض التي يعمرها الإنسان، في أوروبا والأمريكيتين وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا والاتحاد السوفيتي والصين "الشكل التالي" وتختلف الزراعة في بعض مظاهر السطح وأنواع التربة، وكذلك حسب العوامل الحضارية في كل إقليم ففي أوروبا ترجع الزراعة إلى جذور تاريخية جيلا بعد جيل مما أثر في صغر حجم الملكيات الزراعية بالمقارنة بمثيلتها في العالم الجديد، فعلى سبيل المثال وصل متوسط حجم المزرعة الأمريكية في سنة ١٩٥٩ إلى ٣٠٢ فدان بينما في إنجلترا وصل هذا المتوسط إلى ٧٥ فدانا وهي أقل من ذلك بكثير في القارة الأوروبية حيث إن ٧٤% من المزارع البلجيكية التي يزيد عددها على مليون مزرعة، يصل متوسطها إلى ٢.٥ فدان، وعلى العموم ففي كل قطر -باستثناء إنجلترا والدنمرك- فإن ٣/٤ المزارع يقل حجم الواحدة فيها عن ٢٥ فدانا.
أما عن العمران فإن معظم الزراع الأوروبيين يعيشون في قرى صغيرة ويسيرون يوميا إلى مزارعهم، وتبدو المزارع الأمريكية غير ذلك، حيث تتمثل بها الزراعة الواسعة التي تختلف في خصائصها عن الزراعة الكثيفة.