تعد الهجرة عنصرا رئيسيا من عناصر الدراسة السكانية؛ ذلك لأنها فيما عدا الزيادة الطبيعية تعد المصدر الوحيد لتغير حجم السكان، ومع هذا فإن دراستها ليست ميسرة مثل دراسة المواليد والوفيات؛ وذلك لاختلاف البيانات بينهما اختلافا جوهريا، وإذا كانت الهجرة عاملا مؤثرا في نمو السكان فإنها تؤثر بالتالي في خصائصهم الديموغرافية والاقتصادية حيث يعد التغيير في التركيب العمري والنوعي مثلا نتاجا هاما من نتائج الهجرة من الأقاليم أو إليها، ولما كان صافي الهجرة يعني انتقال السكان من مكان لآخر فإن ذلك يعيد توزيع السكان في أي منطقة مما يترتب عليه من نتائج إيجابية كتوفر الأيدي العاملة وزيادة فرص الحصول على المدرب منها، أو نتائج سلبية مثل زيادة عبء الإعالة في المناطق المهاجر منها وخلق كثير من المشكلات السكانية والإسكانية في المناطق المهاجر إليها.
والهجرة ظاهرة جغرافية تميز بها السكان على مر العصور، وتماما كما يهتم دارس النبات والحيوان بتوزيع وهجرة أنواع الحياتين النباتية والحيوانية فإن دارس جغرافية السكان يهتم هو الآخر بالحركة الجغرافية للبشر، وتعكس معظم الحركات السكانية رغبة الإنسان في مغادرة منطقة ما تصعب معيشته بها إلى منطقة أخرى يعتقد في إمكان العيش بها بصورة أفضل وأحسن، وليس ذلك في الهجرات الدولية فقط بل في الهجرات المحلية كذلك مثل انتقال الأيدي العاملة من مكان لآخر وانتقال سكان الريف للعيش في المدن وانتقال السكان من المناطق المزدحمة إلى المناطق الأقل ازدحاما وهكذا.
وعلى ذلك فإن الدوافع للهجرة قد تكون واحدة في الغالب والعامل المشترك