الأعظم بينهما هو عدم الرضا Dissatisfaction عن البيئة الأصلية للمهاجرين مما يحفزهم للانتقال نحو بيئة أخرى أكثر ملاءمة، وتشترك معظم الهجرات في ذلك ابتداء من الانتقال الموسمي للعمال الزراعيين مثلا إلى موجات الهجرة الضخمة لتعمير مناطق حديثة العهد بالاستيطان -مثل الخروج الأوربي العظيم نحو العالم الجديد-.
وللهجرة أنماط متعددة ويتميز كل منها بخصائص ديموغرافية خاصة وإن كان يقصد بها عموما الانتقال الجغرافي من منطقة لأخرى وهي تنقسم إلى قسمين من حيث الاستمرار والدوام هما الهجرة الدائمة Life-time migration والهجرة المؤقتة Temporary migration ولسهولة الدراسة فإنه يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية من حيث المدى والاتجاه وهي:
١- الهجرات الدولية وتتمثل في الانتقال السكاني عبر حدود الدول أي من دولة لأخرى.
٢- الهجرات الداخلية، أو المحلية وهي تتمثل في انتقال السكان فيما بين أجزاء الدولة الواحدة.
٣- الهجرة الدورية Rhythmic Migrations أو المؤقتة: وتتمثل في الانتقال الجغرافي من مكان لآخر لفترة محددة ثم ما يلبث المهاجرون أن يعودوا إلى مواطنهم الأصلية بعد ذلك وأبرز أمثلتها هجرة الأيدي العاملة والانتقال الموسمي لبعض السكان.
ويلاحظ أن النوع الثالث من الهجرات السكانية قد يتدرج جزئيا تحت واحد من النوعين السابقين، فقد تضم الهجرة الدولية مثلا هجرة الأيدي العاملة من دولة لأخرى لفترات محددة وتعرف بهجرة عمال الأهداف كما في أفريقيا المدارية مثلا كذلك فقد تضم الهجرات الداخلية نفس الظاهرة أي انتقال الأيدي العاملة من مكان لآخر داخل الدولة الواحدة لفترات محددة. كذلك قد تضم هجرات لجماعات سكانية Trans humance وفي مسالك محددة كانتقال رعاة الجبال إلى السهول أو الانتقالات من مناطق الحشائش الفقيرة إلى تلك المناطق الغنية بمراعيها.