عددهم تطورا كبيرا في الأجيال الثلاثة أو الأربعة الأخيرة وليس من السهل تقدير عدد سكان العالم في الفترات التاريخية القديمة قبل سنة ١٦٥٠ التي تعد لدى كثير من الباحثين بداية التقدير المعقول للسكان وذلك اعتماد على تفسير الحقائق المستقاة من كتابات الرحالة والأجانب الذين امتدت إقامتهم بين الشعوب المختلفة.
وقد اختلف تقدير العلماء لسكان العالم فيما قبل بداية القرن العشرين "جدول رقم٢" ويعد تقدير كارسو ندرز Saunders أبرز هذه التقديرات وقد قدر عدد سكان العالم في سنة ١٦٥٠ بنحو ٥٤٥ مليون نسمة إلا أنه يبدو أن معدل النمو السنوي للسكان قد تضاعف فيما بين عامي ١٦٥٠ و ١٨٥٠ فتعدى السكان الألف مليون نسمة ثم تضاعف مرة أخرى في العشرينات من القرن العشرين ثم مرة ثالثة فيما بعدها حتى وصل عدد السكان إلى ٢٥٠٠ مليون نسمة سنة ١٩٥٠ ثم ٣٦٣٥ مليون نسمة سنة ١٩٧٠ ومعنى ذلك أن سكان العالم قد تضاعفوا خلال القرن الحالي وتزايد خلال الخمسينات فقط بما يصل إلى قرابة ٥٠٠ مليون نسمة وهذا الرقم يعادل إجمالي سكان العالم في منتصف القرن السابع عشر، وتربو الزيادة السنوية في الوقت الحاضر على ٨٠ مليون نسمة في المتوسط يضافون إلى حجم سكان العالم سنويا وإذا استمر معدل النمو السكاني بمستواه الحالي فإن سكان العالم سيتضاعفون حوالي ست مرات خلال مائة عام، ولقد قدر خبراء الأمم المتحدة أن سكان العالم سيصل عددهم إلى رقم يتراوح بين ٦٠٠٠ مليون إلى ٧٠٠٠ مليون نسمة سنة ٢٠٠٠.
ويكون الآسيويون حتى بدون الاتحاد السوفيتي غالبية سكان العالم على امتداد الفترات التاريخية المختلفة وحتى الوقت الحاضر ويليهم في ذلك قارة أوروبا بما فيها الاتحاد السوفيتي وإن كانت نسبة الزيادة لدى السكان الأوروبيين قد قلت في العصر الحديث عما كانت عليه من قبل وذلك ناتج عن انخفاض الزيادة الطبيعية لديهم من ناحية وتعرض القارة الأوروبية لهجرات خارجة إلى قارات العالم الجديد من ناحية أخرى، وقد أسهمت هذه الهجرات في تزايد أعداد سكان هذه القارات التي تمثلهم أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية أوضح تمثيل ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر ثم استراليا في أواخره.