منهم ٥٦٥.٠٠٠ إيطالي و ٣٨٩.٠٠٠ بريطاني و ٢٠٦.٠٠٠ إسباني و ١٠٤.٠٠٠ نمساوي، وكان شمال غرب أوروبا أكثر أقاليم القارة دفعا بأبنائه للهجرة عبر المحيط وأسهمت بعض أقطاره بنسبة عالية من المهاجرين فقد أرسلت الجزر البريطانية واسكنديناوه وبلجيكا وهولنده بما يقرب من ٢٥ مليون مهاجر ثلثا هذا العدد من البريطانيين وحدهم وقد اتجه ٥٦% من هؤلاء إلى الولايات المتحدة و ١٥% إلى كندا و ٥% إلى استراليا و ٥% إلى جنوب أفريقيا.
وقد بدأت أقطار أوروبية أخرى في الإسهام بعدد من المهاجرين فقد خرج من ألمانيا نحو ٧ ملايين مهاجر في الفترة من ١٨٧٨ - ١٨٩٢ وكذلك فيما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، كما هاجر حوالي ١٠ ملايين إيطالي خاصة بعد سنة ١٨٨٥، ذهب ٤٢% منهم إلى الولايات المتحدة و ٢١% إلى البرازيل و٢٠% إلى الأرجنتين و١٠% إلى فرنسا، وإن كان الكثيرون منهم قد عادوا إلى الوطن الأم لقضاء بقية عمرهم به. ومنذ بداية القرن العشرين بدأت دول وسط وشرق أوروبا في الإسهام في حركة الهجرة الخارجية نحو العالم الجديد، وقد بلغ عدد المهاجرين ٢٠ مليونا من النمسا والمجر و ٣ ملايين من شبه جزيرة أيبيريا و ٧٠٠.٠٠٠ من اليونان ومثلهم من الروس والبولنديين.
الهجرة الأوروبية فيما وراء البحار:
تعد الهجرة التي خرجت من أوروبا أكبر حركة في التاريخ وقد بدأ تيار الهجرة عبر المحيط قبل القرن التاسع عشر عقب اكتشاف الأمريكتين واستعمارها على يد الإسبان ولكن قدر أنه في الفترة من سنة ١٨٢١ حتى سنة ١٩١٠ غادر أوروبا ٢٦ مليون مهاجر على الأقل نحو الولايات المتحدة وحدها. وقد تباينت أجزاء القارة في تيارات الهجرة الخارجة منها ولكن من المؤكد أن كل دول القارة الأوروبية قد أسهمت في حركة الهجرة حتى أصبحت المهاجر البعيدة تضم خليطا متميزا بخصائص الشعوب الأوروبية مجتمعة، وكانت دوافع الهجرة مشتركة بين كل الأقطار الأوروبية وأحيانا كانت تبدو ذات تأثير جماعي وأحيانا أخرى يبدو تأثيرها انفراديا حسب فترة التطور الاقتصادي ومستواه السائد.
وقد عانت أوروبا من التضخم السكاني مبكرا -أي أن مواردها كانت غير كافية لأعداد السكان المتزايدين بها، فالاقتصاد الزراعي تعرض لإجهاد التربة