وحين نحرك نموذجًا لكرة أرضية نحو الشرق يكون هذا هو الاتجاه السليم لدوران الأرض، أي أنها تدور حول محورها من الغرب إلى الشرق.
ولما كانت النجوم ومنها الشمس ثابتة، والأرض هي المتحركة، فإنه يبدو لنا كما لو كانت النجوم والشمس تتحرك في قبة السماء من الشرق إلى الغرب، أي عكس حركة الأرض الصحيحة، فالشمس تظهر كل يوم من الشرق، ثم تعلو في الأفق حتى تصل إلى نقطة السمت "الظهر"، ثم تميل بالتدريج حتى تغرب "شكل ١٧"، والواقع أن ما نراه من انتقال الشمس في مسلكها كل يوم من الشرق إلى الغرب هو حركة ظاهرية تنشأ عن دوران الأرض حول نفسها في اتجاه مضاد، أي من الغرب إلى الشرق، ويشبه هذا ما يراه المسافر في قطار سريع، إذ تظهر له الأشجار وأعمدة البرق كأنها تتحرك في اتجاه مضاد لاتجاه سير القطار، مع أنها في الواقع كالنجوم ثابتة في أماكنها.
شكل ١٧: حركة الشمس الظاهرية
يوضح الشكل حركة الشمس الظاهرية بالنسبة للأماكن التى تقع على خط طول ١٠٤ شرقًا "سنغافورة مثلًا"، ويلاحظ أن أقصر ظل للعصى يتجه جنوبًا، ويحدث عند الظهر، أي حينما تصل الشمس إلى أعلى نقطة في السماء.
وإذا أردنا أن نعرف مدة دورة الأرض حول محورها فلننظر إلى الشمس، ونحسب المدة التى تنقضي بين السمت والسمت "بين الظهر والظهر"، فإن هذا يدلنا على أن الأرض دارت في هذه المرة دورة كاملة، وهذه المدة مقدارها ٢٤ ساعة، وهي ما ندعوها باليوم الشمسي.