للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحي إلى ٧٢.٠٠٠ نسمة وواصل الهبوط في عدد سكانه بعد ذلك حتى وصل عدد السكان إلى نحو ١٣.٠٠٠ نسمة سنة ١٩٢١، ثم إلى ٥٠٠٠ فقط سنة ١٩٦١. ١

والواقع أن النقص في عدد السكان المقيمين في وسط المدينة وهجرهم إياه نحو الأطراف يساعد عليه تحسين طرق المواصلات التي تربط المدينة بضواحيها، ففي حي المال في لندن "The city" مثلا كان الهبوط الواضح في عدد السكان فيما بين سنتي ١٨٦١-١٨٧١ مرتبطا بإنشاء أربعة محطات نهائية Terminals جديدة للسكك الحديدية تنتهي داخل هذا الحي، وارتبط بها تحسين خدمات السكك الحديدية بينه وبين الضواحي.

كذلك فإن من الحوافز الرئيسية التي أسهمت في عدم الإقبال على سكنى حي التجارة والأعمال -أو مغادرته- للسكنى خارجه ذلك الارتفاع الهائل في أسعار الأرض حيث يزيد الطلب على المباني به: القديمة لإزالتها وإنشاء مبانٍ حديثة أعلى منها، والجديدة لتأجيرها أو بيعها للمحلات والمكاتب ودور الخدمات المختلفة.

والواقع أن المميزات السابقة لوسط المدينة تخلق نوعا من الهجرات الداخلية الدائمة على رقعة المدينة حيث يتجه السكان من الوسط نحو الأطراف- ومن ثم إعادة توزيع السكان redistribution- وهجرهم للوسط وإقبالهم على الأطراف، وقد حدا ذلك ببعض الجغرافيين إلى القول بأن قلب المدينة -من وجهة النظر الديموغرافية وتوزيع السكان فقط- هو قلب ميت.

د- قلة الصناعات:

ليست الصناعات الإنتاجية مهمة في وسط المدينة -تماما كالسكان المقيمين- ولكن مع ذلك توجد بعض الصناعات التي تميل إلى التركيز في وسط المدن الكبرى وحول هذا الوسط. وقد تكون هذه الصناعات أحيانا من بقايا الماضي غير البعيد في المدينة وتستمر هكذا في منقطة الوسط، وأحيان أخرى


١ Johnsan, j. Urban Geography, Oxford, ١٩٧٠, p. ١١٣.

<<  <   >  >>