كما تربي معها الحيوانات في الغالب، ويدرك الزراع مدى ما تفقده الأرض من خصوبة فيعوضونها بمخلفات الحيوانات من ناحية وباتباع دورات زراعية من ناحية أخرى وهناك قلة من القبائل مثل قبائل الكانسو Kansu في أثيوبيا والشاجا Chagga في تنزانيا تلجأ إلى تغذية الماشية وعلفها حتى يحصلوا على مخلفاتها وبعض القبائل الأخرى تلجأ لزراعة المدرجات وري المحاصيل كلما سمحت ظروف البيئة بذلك.
وفي المناطق المطيرة في أفريقيا تقل الزراعة المستقرة حيث تصبح التربات فقيرة ويكثر بهذه الأقاليم ذباب التسي تسي الذي يقلل من تربية الحيوانات إلى حد كبير، ومع ذلك فهناك بعض الزراع المستقرين مثل زراع الأرز في ساحل السنغال وحول الساحل الغربي لليبيريا. وقد أدت زيادة الطلب في أوروبا على المنتجات المدارية الى استقرار بعض الجماعات في بعض المناطق المطيرة وقامت بزراعة الكثير من المحاصيل المدارية مثل الكاكاو ونخيل الزيت والموز والمطاط، كما كان الكثير من الوطنيين يعملون في مزارع البيض التي تزرع هذه المحاصيل في الوقت الذي يمارس بعضهم فيه الزراعة المستقرة بالقرب من هذه المزارع الأوروبية.
ومن الصعب الحصول على أرقام للعاملين في الزراعة المعاشية وذلك لأن الكثير منهم يعمل في الزراعة المعاشية والتجارية معا، وتتركز جماعات هذه الزراعة في الأودية النهرية في آسيا والتي تشغلها حقول الأرز حيث يتبقى للمزارع من إنتاجه ما يفيض عن حاجته ويبيع الباقي ومن ثم فإنه يعد جزئيا فلاحا تجاريا.
وتعد زراعة الأرز أساسا لمعيشة الملايين من السكان الآسيويين في الهند وبورما وتايلاند وإندونيسيا والفلبين وتتركز هذه المناطق في أقاليم الأمطار الموسمية فيما عدا شبه جزيرة الملايو وجزر خط الاستواء، وقد تأقلمت زراعة الأرز مع موسمية الأمطار حيث تنضج أنواع كثيرة منه في مدة ٦٠ -١٢٠ يوما مما يؤدي إلى أن محصولين أو ثلاثة يزرعان في السنة الواحدة.