تعد خطوط السواحل المتعجرة في مناطق الصيد العظمى ذات أهمية كبرى لحرفة الصيد بها، وتتميز السواحل بتعرجات كبيرة وصغيرة متعددة وبصرف النظر عن بحر البلطيق والبحر الأبيض الروسي وخليج سانت لورنس، فإن كثيرا من التعجرات الساحلية كبير الحجم يصل طوله إلى ما يزيد على ١٠٠ ميل. وتساعد هذه الشروم والفتحات الساحلية على وجود كثير من المرافئ البحرية التي تتخذ كقواعد لعمليات الصيد -أو كلمجأ تأوي إليه سفن الصيد وقت العواصف-، وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه التعرجات والشروم تزيد في اتساع منطقة الصيد حيث تعيش بها أنواع من الأسماك التي تأوي غالبا إلى الخلجان ومصبات الأنهار وبالإضافة إلى ذلك فإن خط الساحل الطويل يساعد على اتصال السكان الذين يعيشون به بالبحر اتصالا مباشرا، ففي نيوفوند لاند مثلا يعيش تسعة أعشار السكان على السواحل المطلة على المحيط، كذلك فإن سكان لبرادور يتركزون غالبا عند رءوس الفيوردات العميقة وكذلك فإن نسبة كيبرة من سكان النرويج يعيشون على السواحل وعند رءوس الفيوردات أيضا وأبرز الأمثلة على ذلك جزر اليابان التي تصل نسبة السواحل إلى جملة مساحتها إلى ميل واحد من السواحل مقابل كل ١٠ أفدنة من الأرض.
٣- خصائص مياه الصيد The Charcter of Waters:
تؤثر خصائص المياه وطبيعتها في الرصيف القاري -من حيث عمقها وحركتها ودرجة حرارتها- تأثيرا مباشرا على تنوع الأسماك ووفرتها وفي أساليب الصيد التي تتبع بها.
ويتفاوت عمق المياه من عدة أقدام قرب شواطئ الشروم والخلجان الساحلية إلى ٨٠٠ قدم أو أكثر على الشطوط، وتقع مناطق الصيد الرئيسية على عمق يتراوح بين ٤٠ - ٦٠ قدما حيث تكون المياه خصبة ووفيرة الإنتاج بها، فعلى شط جورج -وهو أغنى مصايد الأسماك المجاورة لشرق الولايات المتحدة- يتراوح عمق المياه من ٥٠ - ١٠٠ قدم -بل إنه يصل في بعض الأماكن إلى قرابة ٢٠ قدما فقط، كذلك فإن معظم مساحة الشطوط العظمى Grand Banks يكون عمق المياه بها أقل من ٣٠٠ قدم، أما شط الدوجر