وفي الواقع فإن حركة توازن المياه Upwelling تعد من أهم الظاهرات التي تساعد على مد طبقات المياه السطحية بالمواد الغذائية من قاع البحار والمحيطات وهذه تحدث نتيجة ابتعاد التيارات المائية السطحية عن السواحل وتركها فراغا تحل محله مياه الطبقات السفلية. وتبدو هذه الظاهرة واضحة تماما في مناطق مرور تيارات كاليفورنيا وبيرو "همبولدت" وبنجويلا الباردة وانعكاس ذلك على غنى المصائد الساحلية تجاه كاليفورنيا وبيرو وشيلي وجنوب أفريقيا.
٤- البلانكتون Plankton:
تعتمد الأسماك في غذائها على كثير من العناصر أبرزها البلانكتون وقد سبق القول بأنه عبارة عن كائنات حية دقيقة من أصل حيواني ونباتي توجد عالقة في مياه البحار أو البحيرات أو الأنهار أو البرك. ولا ترى بالعين المجردة، وهي مصدر غذائي هام للأسماك ولبعض الحيوانات البحرية الأخرى حيث يستطيع البلانكتون النباتي عن طريق امتصاص الطاقة من ضوء الشمس أن يبني المواد العضوية المعقدة وذلك بعملية التمثيل الضوئي "أو الكلوروفيللي" ومن ثم فهو حلقة الوصل الأساسية في سلسلة الغذاء بالبحر، ويساعد على تكاثره في المصايد العظمى التقاء التيارات البحرية الباردة والدافئة حيث تحمل التيارات الباردة البلانكتون الحيواني وتحمل التيارات الدافئة البلانكتون النباتي.
وقد سبق القول بأن كثيرا من الأنهار الكبرى تصب كميات ضخمة من المياه العذبة في مناطق المصايد العظمى وتحتوي هذه المياه على مكونات معدنية ونتروجينية وغيرها وتترسب على قيعان الشطوط والأرصفة القارية مكونة غذاء هاما للأسماك أيضا. كذلك فإن البلانكتون يعتمد في غذائه اعتمادا كبيرا رئيسيا على المواد النتروجينية الذائبة والتي تحمله مياه هذه الانهار لتلقي بها في مناطق المصايد العظمى حيث تتخلل أشعة الشمس في المياه الضحلة وتنفذ إلى قاع الرصيف القاري ومن ثم يتيح الفرصة للتكاثر والنمو في الحياة البحرية.
وتتضافر العوامل الطبيعية السابقة على توطن مصايد الأسماك العظمى