إن الخلفاء الراشدين الأربعة، وكبار قادة الجيش، وأشهر الذين اتصفوا بالحزم العادل من الولاة، لم يكونوا جميعا نسخة متكررة من رجل واحد.
حتى يسهل على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يوجهّهم لما يريد.
ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - تعرّف على خاصيةّ كلّ واحد منهم، وما تميّز به، وحاول أن يصيغ منه البطولة، كأنه تفرّع كله لصياغة رجل واحد منهم.
هذه سنته. وهذه رسالته. وهذه مدرسته.
تربية لرجل الشارع، وإعداد للأمراء ... فإذا انشغل الأمراء - في أي عصر ومصر - عن منهجه - صلى الله عليه وسلم -
فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما ... استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
يبقى دور الدعوة والدعاة.
هل انحصر مجالها في بيان (العاديَّات) من الأمور؟
هل سنبقى خدماتهم في بيان كيف تأكل، وماذا تلبس، لإحياء سنته - صلى الله عليه وسلم -؟
إذا عشت لهذا الأمر فسوف تجد آذانا واعية.
وأنت تستثمر المسموح به من الدعوة.
أما تجربتي الطويلة في حقل الدعوة فتحمل الكثير.
اجتهد في الدعوة إلى الله. فهي رسالة هذه الأمة.
ادع إلى أكل الحلال. كُلْ حلالا، ثم كُلْ كيف شئت, لا تضركْ طريقة الأكل.
أكل الربا لا تستقيم معه سنّة، ولا تقبل معه فريضة، ولا يرفع من آكله دعاء.
وفي حديث مسلم عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
"ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ". (مسلم. ١٦٨٦) .