والذي لابد منه شرعاً أن تراعي شروط الكسب الحلال للمال، وشروط تنميته، وشروط إنفاقه، فيكسبه من حلال، وينفقه في حقه، ولا يبخل به على مستحق، ومراعاة هذا كله من أصعب ما يكون على النفس". (الفتاوي المعاصرة حـ ٢ صـ ٤١٧)
وعلى الشاب المسلم أن يتدرج في صعود السلم، فلن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها، "فاتقوا الله وأجملوا في الطلب" - رواه ابن ماجة -
شارِكْ من تعرف أصالتهم ودينهم وأمانتهم.
واحذر من مشاركة من تدفعك الضرورة لمشاركتهم. مجرد الضرورة.
فسوف تزول الضرورة، ويبقى شريك السوء.
ومن غشَّ غيرك غشَّك. ومن أكل الحرام، لا يمكن أن يستغنى بالحلال، فماء البحر لا يروي شاربه {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}(سورة الواقعة ٥٥)
والهيم مرض يصيب الجمال، يجعلها تشرب فلا تشبع حتى تموت.
[* غني النفسي يترفع بصاحبه عن الحرام]
سبق أن قلت في الجزء الأول: إنَّ أخذ صدقة الفطر من الفقير - الذي لا يملك إلا قوت يوم العيد وليلته، مسألة تربوية رفيعة.
وهذا في بعض المذاهب.
فالأصل أننا نجمع له الزكاة. أما أن نأخذها منه فلحكمة بالغة.
إن الإسلام يريد أن يعود يده على العطاء في سبيل الله، ولو مرة كل عام، لأن اليد التي اعتادت أن تقدم ما تملك حِسبةً لوجه الله، لا تقبل أن تمتد لسرقة ما يغضب الله. أو تمارس من الأعمال ما يغضبه - سبحانه - فالإسلام يدرب الفقير على العطاء. فكيف بأصحاب الأموال.
القرآن يصف أحوالهم وواقعهم في مجال الإنفاق كما يصف المشاهد سيول الماء