قلت: إن تربية الرجال معجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويلزم من كونها معجزة أن سرّها عند الله وحده. هكذا كلّ معجزة لأيّ نبيّ.
فالسيد المسيح كانت معجزاته في طبّ الجسد، حتى إحياء الموتى - بإذن الله - بل صنع الله على يديه أحياء جددا. ومع ذلك فالسيد المسيح. لم يدَّعِ معرفة بسرِّ الحياة، التي أجراها الله على يديه.
والخليل إبراهيم، وموسى - عليهما السلام - كذلك - لا يعرف واحد منهما سرّ الحياة التي أجراها الله على يديه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}(٨٥ سورة الإسراء)
أمّا نبينا - صلى الله عليه وسلم - فمعجزته إحياء الأمم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}(٢٤ سورة الأنفال)
أخوك عيسى دعا ميتاً فقام له ... وأنت أحييت أجيالاً من الرمم
والجهل موت، فإن أوتيت معجزة ... فابعث من الجهل أو فابعث من العدم
ومنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في علاج الأحداث، وفي الإجابة على الأسئلة، وفي فنّ القيادة، مسجّل كلّه في كتب السنة والسير والمغازي.
والدعاة - في مجموعهم - يقومون بتبليغ ما أدّاه النبي وحده. أو يكادون. وهذه معجزة أخرى، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - جمع التخصّصات العلمية التي تفرّغت أجيال لدراستها.