استطاع أن يجمع في سنُتّه هذه العلوم، جمع أستاذ معلّم، بل مبدع أيضاً.
فهو الأمي الذي علّم الدنيا "كفاك بالتعليم في الأميّ معجزة".
فقد ناقشت الدكتور / لينو. أينو. ليناثوري. خبير الآفات الزراعية في الشرق الأوسط، ناقشته حول قوله تعالى {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}(٣٨ سورة الأنعام)
وبعد ساعة من الحديث مع الآية الكريمة، وقف الدكتور لينو. ليناثوري وضمّ يديه، وحنى رأسه، وقال: محمد يستمع إلى صوت السماء.
فقال له الدكتور المترجم "شلال" جامعة بغداد: تعني أنَّ محمد رسول الله؟
قال: هذه المعلومات عرفتها وأنا أُعدُّ رسالة الدكتوراه.
فمن عرّفها لرجل البادية محمد؟!!
واعتنقت ابنته "هيلين" الإسلام بعد عدّة جلسات مباركة.
وكان إسلامها - والحمد لله - آخر عمل لي ببغداد ١١/١٩٨١م - والتي شهدت إسلام خمسة من علماء أوربا وسيدتين في بيتي.
إنّ سرّ المعجزة عند الله وحده. ونحن ورثته - صلى الله عليه وسلم - لقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يضع يده على صدر بعض الناس فيعترف الرجل أنّه قد أصبح من أحبّ الناس له - كما حدث يوم فتح مكة، عندما حاول فُضالة بن عمير أن تتاح له فرصة ليقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه في غمرة النصر، لم يجد على الرجل. بل استدعاه، وسأله: ماذا كنت تحدّث به