أولاً: قوة الإيمان بما ندعو إليه إيماناً يولّد الإصرار. وتهون أمامه الصعوبات.
ثانياًَ: وحدة الهدف. وحدة موضوع المناقشة.
فقد تعوّد الناس أن يجعلوا من مجالسهم وأحاديثهم ذات شجون -
أحاديث من هنا وهناك -
ثالثاً: وضوح الموضوع والهدف في نفس الداعي.
رابعاً: قدرة الداعي على التركيز.
هذه أمور أربعة تعمل عمل السحر.
* إيمان الداعي بالرسالة
لا يتحقق شيء في خارج الإنسان إلا إذا كان مسبوقاً بتصوّر ذهني واضح لهذا الشيء ويختلط التصوّر بالإيمان الكبير بهذا الشيء فهو التصوّر المؤمن، بحتمية التنفيذ. وبمقدار إيمانك بالصورة، بمقدار نجاحك المأمول.
وذلك عندما تنتفي الموانع.
وقد سبق أن تكلمت عن رصيد النبي - صلى الله عليه وسلم -
الرصيد الإيماني الذي يحكم أعماله وآلامه وآماله، منذ أن قال لعمه - في مكة - والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر ما تركته، حتى يتمّه الله لي، أو أهلك دونه.
فرصيد الإيمان موفور عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. ونجاح كلّ داع مرهون بقدر إيمانه بدعوته.
[* وضوح المنهج]
وضوح المنهج في ذهن النبي - صلى الله عليه وسلم - اكتمل ليلة الإسراء والمعراج.
فمجموع المشاهد التي رآها النبي ليلة الإسراء عرض الله فيها على النبي - صلى الله عليه وسلم - صورة