{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}(١٩٩ سورة الأعراف)
- {خُذِ الْعَفْوَ} المعنى الأول.
العفو هنا جوهرة مضيئة من كل جانب. أينما أبصرتها وجدت نورا.
جوهرة أمر الله النبي لأن يأخذها، ليطفئ بها غيظ النفس المعتدي عليها، وما عند الله خير وأبقى.
{خُذِ الْعَفْوَ}
خذ العفو سبيلاً لعلاج من أساء إليك، إن كان الذي صدرت منه الإساءة كريم النفس، فإن عفوك عن كريم النفس خير وسيلة لعلاجه.
{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(٣٤ سورة فصلت)
- {خُذِ الْعَفْوَ} المعنى الثاني.
والعفو هنا يعني السهل الميّسر من كلام الناس في المعاشرة والمعاملة. والصحبة. ولا تطلب منهم التكلّف، ولا تكلّفهم الشاق من النداء. وحسبك أن يناديك أحدهم: يا رسول الله.
اعف عن أخطائهم، وتقصيرهم.
واعلم أنَّ الإيمان إن تمكَّن في قلوبهم فسوف يتحوَّل نداؤهم لك إلى خير نداء.
وأدبهم إلى أعلى أدب. {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}(٦٣ سورة النور)
وبعد ثبوت الإيمان في قلوبهم، كان الواحد منهم يجيب نداء النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: فداك أبي وأمي يا رسول الله.